ذلك، فبعضُهم يَقوى على الجمع، كالصِّدِّيق، وعبدِ الرحمن بن عوفَ، وكما كان ابنُ المبارك.
وبعضُهم يَعجِزُ، ويقتصِرُ على العبادة، وبعضُهم يقوى في بدايته، ثم يَعجِزُ، وبالعكس، وكلٌّ سائغ. ولكن لا بد من النهضة بحقوق الزَّوجَة والعيال. [السير (تهذيبه) ١/ ٢٦٩].
• وعن عبد الله بن وهب: قيل لمالك بن أنس ﵀: ما تقول في طلب العلم؟ قال: حسَن جميل، ولكن انظر إلى الذي يلزَمك مِن حينِ تُصبح إلى حين تمسي فالزمْه. [صفة الصفوة ٢/ ٥٠٤].
• قال عبد الرحمن رسته: سألت ابن مهدي ﵀ عن الرجل يبني بأهله، أيترك الجماعة أياما؟ قال: لا، ولا صلاة واحدة.
وحضرته صبيحة بني على ابنته، فخرج، فأذن، ثم مشى إلى بابهما، فقال للجارية: قولي لهما: يخرجان إلى الصلاة، فخرج النساء والجواري، فقلن: سبحان الله! أي شيء هذا؟ فقال: لا أبرَحُ حتى يخرجا إلى الصلاة، فخرجا بعدما صلى، فبعث بهما إلى مسجد خارج من الدرب.
قال الذهبي ﵀: هكذا كان السلف في الحرص على الخير. [السير (تهذيبه) ٢/ ٨١٨].
• وقال يحيى بن معاذ ﵀: الكيّس من عمال الله يلهج بتقويم الفرائض والجاهل يُعنى بطلب الفضائل. [صفة الصفوة ٤/ ٣٤٠].
• وقال أيضًا ﵀: لست آمركم بترك الدنيا، آمركم بترك الذنوب، ترك الدنيا فضيلة وترك الذنوب فريضة، وأنتم إلى إقامة الفريضة أحْوج منكم إلى الحسنات والفضائل. [صفة الصفوة ٤/ ٣٤٥].
• وقال أبو سليمان الداراني ﵀: كل من كان في شيء من التطوع يلذُّ به فجاء وقت فريضة فلم يقطع وقتها لذة التطوع فهو في تطوعه مخدوع. [الحلية (تهذيبه) ٣/ ١٩٢].