للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكان كثيرًا يقول: مالي شيء، ولا مني شيء، ولا فيَّ شيء. وكان كثيرًا ما يتمثل بهذا البيت:

أنا المُكدِّي وابن المكدي … وهكذا كان أبي وجدِّي

وكان إذا أُثني عليه في وجهه يقول: والله إني إلى الآن أجدد إسلامي كل وقت، وما أسلمت بعدُ إسلاما جيدًا.

وقد بعث إلي في آخر عمره قاعدة في التفسير بخطه وعلى ظهرها أبيات بخطه من نظمه:

أنا الفقير إلى رب البريات … أنا المسيكين في مجموع حالاتي

أنا الظلوم لنفسي وهي ظالمتي … والخير إن يأتنا من عنده ياتي

لا أستطيع لنفسي جلب منفعة … ولا عن النفس لي دفع المضرات

وليس لي دونه مولى يدبرني … ولا شفيع إذا حاطت خطيئاتي

إلا بإذن من الرحمن خالقنا … إلى الشفيع كما قد جاء في الآيات

ولست أملك شيئا دونه أبدًا … ولا شريك أنا في بعض ذرات

ولا ظهير له كي يستعين به … كما يكون لأرباب الولايات

والفقر لي وصف ذات لازم أبدًا … كما الغنى أبدًا وصف له ذاتي

وهذه الحال حال الخلق أجمعهم … وكلهم عنده عبد له آتي

فمن بغى مطلبًا من غير خالقه … فهو الجهول الظلوم المشرك العاتي

والحمد لله ملء الكون أجمعه … ما كان منه وما من بعد قد ياتي

[مدارج السالكين ٢/ ١٥٥ - ١٥٧].

<<  <   >  >>