الذي أغنانا عن خدمتك، فقال لها: فهل لك في خير من ذلك؟ ندفعها إلى من يأتينا بها أحوج ما نكون إليها. قالت: نعم، فدعا رجلًا من أهله يثق به، فصرّرها صررًا، ثم قال: انطلق بهذه إلى أرملة آل فلان، وإلى مسكين آل فلان، وإلى مبتلى آل فلان، فبقيت منها ذهيبة. فقال: أنفقي هذه، ثم عاد إلى عمله فقالت: ألا تشتري لنا خادمًا؟ ما فعل ذلك المال؟ قال: سيأتيك أحوج ما تكونين. [صفة الصفوة ١/ ٣١٩].
• وعن أبي هريرة ﵁ قال: إن كنتُ لأتبع الرجل أسأله عن الآية من كتاب الله ﷿ لأنا أعلم بها منه ومن عشرته، وما أتبعه إلا ليطعمني القبضة من التمر أو السّفْة من السَّويق أو الدقيق أسدّ بها جوعي.
فأقبلت أمشي مع عمر بن الخطاب ذات ليلة أحدثه حتى بلغ بابه، فأسند ظهره إلى الباب، فاستقبلني بوجهه، فكلما فرغت من حديث حدثته آخر. حتى إذا لم أر شيئًا انطلقت، فلما كان بعد ذلك لقيني فقال: أبا هريرة أما لو أنه في البيت شيء لأطعمناك. [صفة الصفوة ١/ ٣٣٢].
• وقال أيضًا: لقد رأيتني أصرع بين منبر رسول الله ﷺ، وبين حجرة عائشة، فيقول الناس: إنه لمجنون، وما بي جنون، ما بي إلا الجوع. [صفة الصفوة ١/ ٣٣٥].
• وقال قبيصة: قيل للأحنف بن قيس ﵀: ألا تأتي الأمراء؟ قال: فأخرجَ جرّةً مكسورة فكبّها فإذا كِسَرٌ، فقال: مَن كان يُجزئه مثلُ هذا ما يصنع بإتيانهم؟. [صفة الصفوة ٣/ ١٤٠].
• وعن سفيان بن عيينة قال: دخل هشام بن عبد الملك الكعبة، فإذا هو بسالم بن عبد الله ﵀، فقال له: يا سالم سَلْني حاجةً، فقال له: إني لأستحيي من الله أن أسأل في بيت الله غير الله.
فلما خرج في أثره، قال له: الآن قد خرجتُ، فسلني حاجةً، فقال له سالم: حوائج الدنيا أم حوائج الآخرة؟ فقال: بل حوائج الدنيا، فقال له سالم: ما سألت من يملكها، فكيف أسأل من لا يملكها. [صفة الصفوة ٢/ ٤٤٦].