آلاف درهم، بعث بها إليك إخوتك، قال: إن كنت صادقًا فأنت حر، وما معك لك، اذهب فلا تخبر أحدًا. فذهب. [المنتظم ٨/ ٢٤١].
• وقال عطاء: كان لداود الطائي ﵀ ثلاثمائة درهم فعاش بها عشرين سنة ينفقها على نفسه، وكنا ندخل على داود فلم يكن في بيته إلا بارية، ولبنة يضع عليها رأسه وإجَّانة فيها خبز، ومطهرة يتوضأ منها ومنها يشرب. [المنتظم ٨/ ٢٧٩].
• وعن عبد الله بن الفتوح أنه قال: خرجت يومًا أطلب رجلًا يرم لي شيئًا في الدار، فذهبت، فأشير لي إلى رجل حسن الوجه بين يديه مزود وزنبيل، فقلت: تعمل لي؟ قال: نعم بدرهم ودانق. فقلت: قم. فقام فعمل لي عملًا بدرهم ودانق، ثم أتيت يومًا آخر فسألت عنه فقيل ذاك رجل لا يرى في الجمعة إلا يومًا واحدًا يوم كذا. قال: فجئت ذلك اليوم، فقلت: تعمل لي؟ قال: نعم بدرهم ودانق. فقلت أنا: بدرهم. فقال: بدرهم ودانق. ولم يكن بي الدانق، ولكن أحببت أن أستعلم ما عنده، فلما كان المساء وزنت له درهما، فقال لي: ما هذا؟ قلت: درهم. قال: ألم أقل لك: درهم ودانق؟! أفسدت علي. فقلت: وأنا ألم أقل لك بدرهم؟ فقال: لست آخذ منك شيئًا قال: فوزنت له درهمًا ودانقًا. فقلت: خُذ. فأبى أن يأخذ، وقال: سبحان الله أقول لك لا آخذ وتلحّ عليَّ!؟ فأبى أن يأخذه ومضى.
قال: فأقبل عليَّ أهلي، وقالت: فعل الله بك ما أردت من رجل عمل لك عملًا بدرهم أن أفسدت عليه. قال: فجئت يومًا أسأل عنه، فقيل لي: مريض، فاستدللت على بيته فأتيته، فاستأذنت عليه فدخلت وهو مبطون، وليس في بيته شيء إلا ذلك المزود والزنبيل، فسلَّمت عليه وقلت له: لي إليك حاجة، وتعرف فضل إدخال السرور على المؤمن، أحب لما جئت إلى بيتي أمرضك. قال: وتحب ذلك؟ قلت: نعم.
قال: بشرائط ثلاث. قلت: نعم. قال: أن لا تعرض عليَّ طعامًا حتى أسألك، وإذا أنا مت أن تدفني في كسائي وجُبتي هذه. قلت: نعم. قال: والثالثة أشد منهما، وهي شديدة، قلت: وإن كان. فحملته إلى منزلي عند الظهر، فلما كان من الغد ناداني يا عبد الله فقلت: ما شأنك. قال: قد