يئست من نفسها رفعت رأسها إلى السماء ثم قالت: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾ [الزمر: ٤٦] إن كان هذا الرجل يظلمني فخذه. قال أبو عون: فوقع الرجل على ظهره ميتًا، وأنا أراه، فحُمِل على جنازة، وانصرفت المرأة. [المنتظم ١٢/ ١٧٤].
• وقال الحاكم: سمعت أبي يقول: لما قتلَ أحمدُ بن عبد الله السّجستاني - الذي استولى على البلاد - الإمامَ حيكان بن الذهلي، أخذ في الظُّلم والعَسف، وأمر بحَرْبةٍ رُكزت على رأس المربّعة (١)، وجمع الأعيان، وحلف: إن لم يصبوا الدراهم حتى يغيبَ رأسُ الحربة، فقد أحلُّوا دماءَهم، فكانوا يقتسمون الغرامة بينهم، فَخُصَّ تاجرٌ بثلاثين ألف درهم، فلم يكن يقدر إلا على ثلاثة آلاف درهم فحملها إلى أبي عثمان الحيري ﵀ وقال: قد حلف هذا كما بلغك وواللهِ لا أهتدي إلاّ إلى هذه.
قال: تأذنُ لي أن أفعلَ فيها ما ينفعُك؟ قال: نعم، ففرَّقها أبو عثمان، وقال للتاجر: امكُث عندي، وما زال أبو عثمان يترددُ بين السِّكَّةِ والمسجدِ ليلتهُ حتى أصبح، وأذَّنَ المؤذِّن، ثم قال لخادمه: اذهب إلى السُّوق، وانظر ماذا تسمع، فذهبَ، ورجعَ فقال: لم أر شيئًا، قال: اذهب مرَّة أخرى، وهو في مناجاته يقول: وحقِّكَ لا أقمتُ ما لم تُفَرِّجْ عن المكروبين، قال: فأتى خادمه الفرغانيُّ يقول: وكفى الله المؤمنين القتال، شُقَّ بطنُ أحمدَ بن عبد الله، فأخذ أبو عثمانَ في الإقامة.
قال الذهبي ﵀: بمثل هذا يعظُمُ مشايخ الوقت. [السير (تهذيبه) ٣/ ١١٣٢].
• واحتال على بنان البغدادي ﵀ أبو عبيد الله القاضي حتى ضرب سبع درر فقال: حبسك الله بكل درة سنة، فحبسه ابن طولون سبع سنين. [الحلية (تهذيبه) ٣/ ٤١٨].
(١) قال في الحاشية: في " اللسان" والمربعة: خشيبة قصيرة يرفع بها العِدل .. وقال الأزهري: هي عصا تحمل بها الأثقال حتى توضع على ظهر الدواب.