• وعن قبيصة بن قيس العنبري أنه قال: كان الضحاك بن مزاحم ﵀ إذا أمسى بكى، فيقال له: ما يبكيك؟ فيقول: لا أدري ما صعد اليوم من عملي. [المنتظم ٧/ ١٠١].
• وقال إسماعيل بن زكريا وكان جارًا لحبيب بن أبي ثابت ﵀: كنت إذا أمسيت سمعت بكاءه، وإذا أصبحت سمعت بكاءه، فأتيت أهله، فقلت: ما شأنه يبكي إذا أمسى ويبكي إذا أصبح؟ قال: فقالت لي: يخاف الله إذا أمسى أن لا يصبح، وإذا أصبح أن لا يمسي. [المنتظم ٧/ ١٩٧].
• وعن مطرف بن عبد الله ﵀ قال: لو كان لي نفسان، لقدمت أحدهما قبل الأخرى، فإن هجمت على خير، أتبعتها الأخرى وإلا أمسكتها. ولكن إنما لي نفس واحدة ما أدري على ما تهجم؟ خير أو شر. [الحلية (تهذيبه) ١/ ٣٥٩].
• وعن مسمع بن عاصم قال: بت أنا وعبد العزيز بن سلمان، وكلاب بن جري، وسلمان الأعرج ﵏ على ساحل من بعض السواحل، فبكى كلاب حتى خشيت أن يموت، ثم بكى عبد العزيز لبكائه، ثم بكى سلمان لبكائهم، وبكيت والله لبكائهم، ثم لا أدري ما أبكاهم!! فلما كان بعد سألت عبد العزيز فقلت: أبا محمد ما الذي أبكاك ليلتك؟ قال إني نظرت والله إلى أمواج البحر تموج وتحيك، فذكرت أطباق النيران وزفراتها، فذاك الذي أبكاني، ثم سألت كلابًا وسلمان فقالا لي نحوًا من ذلك، قال: فما كان في القوم شرٌ مني، ما كان بكائي إلا لبكائهم، رحمة لما كانوا يصنعون بأنفسهم. [الحلية (تهذيبه) ٢/ ٣٣٢].
• وعن جعفر قال: كانت الغيوم تجيء وتذهب ولا تمطر فيقول مالك بن دينار ﵀: أنتم تستبطئون المطر وأنا أستبطئ الحجارة؛ إن لم تمطر حجارة فنحن بخير. [الزهد للإمام أحمد / ٥٤٣].
• وعن جعفر بن سليمان قال: بكى ثابت البناني ﵀ حتى كادت عينه تذهب فجاؤا برجل يعالجها. فقال: أعالجها على أن تطيعني. قال: وأي شيء؟ قال: على أن لا تبكي. قال: فما خيرهما إن لم تبكيا وأبى أن يتعالج. [الحلية (تهذيبه) ١/ ٤٠٥].