• وقال أبو حازم ﵀: كيف أخاف الفقر ولمولاي ما في السموات وما في الأرض وما فيهما وما تحت الثرى. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٢/ ٢٦٩].
• وحكي أن قومًا من الأعراب زرعوا زرعًا، فلما بلغ: أصابته آفة فذهبت به، فاشتد ذلك عليهم، حتى رؤي فيهم، فخرجت أعرابية منهم فقالت: ما لي أراكم متغيرة ألوانكم، ميتة قلوبكم، هو ربنا فليفعل بنا ما يشاء، ورزقنا عليه، يأتي به من حيث يشاء، ثم أنشدت تقول:
لو كان في صخرة في البحر راسية … صماء ملمومة ملس نواحيها
رزق نفس براها الله لانفلقت … حتى تؤدي إليه كل ما فيها
أو كان بين طباق السبع مسلكها … لسهل الله في المرقى مراقيها
حتى تنال الذي في اللوح خط لها … فإن أتته وإلا سوف يأتيها
[موسوعة ابن أبي الدنيا ٢/ ٢٧٣].
• وقال أبو عبد الرحمن العمري ﵀: كنتُ جنينًا في بطن أمي، وكان يؤتى برزقي حتى يوضع في فمي، حتى إذا كبرت وعرفت ربي ساء ظني، فأي عبد أشر مني. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٢/ ٢٧٢].
• وقال عيسى ابن مريم ﵇: يا معشر الحواريين إن ابن آدم خلق في الدنيا في أربع منازل، هو في ثلاث منهن بالله واثق، حسن ظنه فيهن بربه، وهو في الرابع سيئ ظنه بربه، يخاف خذلان الله تعالى إياه. فأما المنزلة الأولى: فإنه خلق في بطن أمه خلقًا من بعد خلق في ظلمات ثلاث، ظلمة البطن، وظلمة الرحم، وظلمة المشيمة، ينزلَ الله تعالى عليه في جوف ظلمة البطن، فإذا خرج من البطن وقع في اللبن لا يخطو إليه بقدم، ولا يتناوله بفم، ولا ينهض إليه بقوة، ولا يأخذه بحِرفة، يكره عليه إكراهًا، حتى ينبت عليه عظمه ولحمه ودمه، فإذا ارتفع عن اللبن، وقع في المنزلة الثالثة، في الطعام بين أبويه يكتسبان عليه من حلال وحرام، فإن مات أبواه عن غير شيء تركاه، عطف عليه الناس، هذا يطعمه وهذا يسقيه، وهذا يؤويه، فإذا وقعٍ في المنزلة الرابعة، فاشتد واستوى، واجتمع عليه، وكان رجلًا خشي أن لا يرزقه الله تعالى فوثب على الناس يخون أماناتهم، ويسرق أمتعتهم، ويخونهم