للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• وقال السري السقطي : من أراد أن يَسلم دينُه. ويستريح قلبه وبدَنه، ويقلّ غمّه، فليعتزل الناس، لأن هذا زمان عزلة ووحدة. (١)

[صفة الصفوة ٢/ ٦٢٧].

• وقال أيضًا : مِن قلة الصدق كثرة الخُلَطاء. [صفة الصفوة ٢/ ٦٢٧].

• وعن ابن سيرين قال: العزلة عبادة. [صفة الصفوة ٣/ ١٧٤، موسوعة ابن أبي الدنيا ٦/ ٥٠٣].

• وعن مكحول قال: إن كان الفضل في الجماعة، فإن السلامة في العزلة. [الحلية (تهذيبه) ٢/ ١٨٢، موسوعة ابن أبي الدنيا ٦/ ٥٠٥].

• وعن قتادة قال: كان المؤمن لا يُرى إلا في ثلاثة مواطن: في مسجد يعمره، أو بيت يستره، أو حاجة لا بأس بها. [موسوعة ابن أبي الدنيا ١/ ٢٢٠].

• وقال الهيثم بن جميل : إن الرجل ليبلغني عنه أنه ينقصني فأذكر استغنائي عنه فيهون علي. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٧/ ٥١٠].


(١) قال ابن القيم : وكلما طالت المخالطة: ازدادت أسباب الشر والعداوة وقويت. وبهذا السبب كان الشر الحاصل من الأقارب والعُشراء: أضعافَ الشر الحاصل من الأجانب والبُعَداء. مفتاح دار السعادة ١/ ٤٢٧، ٤٢٨.

وقال أيضًا: فكم جلبت خلطة الناس من نقمة، ودفعت من نعمة، وأنزلت من محنة، وعطلت من منحة، وأحلت من رزية، وأوقعت في بلية؟ وهل آفة الناس إلا الناس؟ وهل كان على أبي طالب عند الوفاة أضر من قرناء السوء؟. والضابط النافع في أمر الخلطة: أن يخالط الناس في الخير ويعتزلهم في الشر وفضول المباحات. فإن دعت الحاجة إلى خلطتهم في الشر ولم يمكنه اعتزالهم: فالحذر الحذر: أن يوافقهم، وليصبر على أذاهم، فإنهم لابد أن يؤذوه. وإن دعت الحاجة إلى خلطتهم في فضول المباحات: فليجتهد أن يقلب ذلك المجلس: طاعة لله إن أمكنه، ويشجع نفسه ويقوي قلبه، ولا يلتفت إلى الوارد الشيطاني القاطع له عن ذلك بأن هذا رياء ومحبة لإظهار علمك وحالك.
فإن أعجزته المقادير عن ذلك: فَلْيسُلّ قلبه من بينهم كسل الشعرة من العجين، وليكن فيهم حاضرا غائبا، قريبا بعيدا، ينظر إليهم ولا يبصرهم، ويسمع كلامهم ولا يعيه، لأنه قد أخذ قلبه من بينهم ورقى به إلى الملإ الأعلى، وما أصعب هذا وأشقه على النفوس، وإنه ليسير على من يسره الله عليه، فبين العبد وبينه: أن يصدق الله ويُديم الّلجأ إليه. ا. هـ بتصرف. مدارج السالكين ٢/ ٣٩.

<<  <   >  >>