أخي، قد احترقت فأغثني، فيقول: ﴿إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ [الأعراف: ٥٠]. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٦/ ٤٥١].
• وعن أبي الدرداء ﵁، قال: يُرسل على أهل النار الجوع، حتى يعدل عندهم ما هم فيه من العذاب، قال: فيستغيثون، فيغاثون بالضريع الذي ﴿لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ﴾ [الغاشية: ٧]، قال: فيستغيثون، فيغاثون بطعام ذي غصة، قال: فيذكرون أنهم يجيزون الغصص في الدنيا بالشراب، قال: فيرفع إليهم الحميم بكلاليب الحديد، فإذا دنا من وجوههم شوى وجوههم، وإذا دخل بطونهم قطع ما في بطونهم، فيقولون: كلموا خزنة النار، فيقولون: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنْ الْعَذَابِ﴾ [غافر: ٤٩]، فيجيبونهم: … ﴿أَوَ لَمْ تَكُ تَاتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ﴾ [غافر: ٥٠]. فيقولون: كلموا مالكاً فيقولون: ﴿يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ﴾ [الزخرف: ٧٧] فيجيبهم: ﴿إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ﴾ [الزخرف: ٧٧]. فيقولون: ادعوا ربكم، فإنه ليس أحدٌ خيرا لكم من ربكم. فيقولون: ﴿رَبّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ﴾ [المؤمنون: ١٠٧]، قال: فيجيبهم: … ﴿اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ﴾ [المؤمنون: ١٠٨]، قال: فعند ذلك ييأسون من كل خير، ويأخذون في الشهيق والويل والثبور. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٦/ ٤١٧].
• وعن عبد الله بن عمرو ﵁، قال: أهل النار مكبلون بأصفاد النار، معلقون بشجر في النار، وإن جلودهم لتقطر بصهارة الحميم، خالدين فيها، لا يكلمهم الله، ولا ينظر إليهم، ولهم عذاب عظيم. ولو أن رجلا أُخرج من أهل النار إلى الدنيا، لمات أهل الدنيا من وحشة منظره ونتن ريحه، ثم بكى عبد الله بن عمرو بكاء شديدا. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٦/ ٤٢٦].
• وقال أيضًا ﵁: إن أهل النار نادوا: ﴿يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ﴾ [الزخرف: ٧٧] قال: فخلى عنهم أربعين عاماً ثم أجابهم: ﴿إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ﴾ [الزخرف: ٧٧]. فقالوا: ﴿رَبّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ﴾ [المؤمنون: ١٠٧] قال: فخلى عنهم مثل الدنيا ثم أجابهم: ﴿اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ﴾ [المؤمنون: ١٠٨] قال: فلم ينبس القوم بعد ذلك بكلمة، إن كان إلا الزفير والشهيق.