• وعن أبي وائل قال: لما حضر بشر بن مروان قال: والله لوددت أني كنت عبدا حبشيا لأسوأ أهل البادية مَلكةً، أرعى عليهم غنمهم، وإني لم أكن فيما كنت فيه، فقال سفيان: الحمد لله الذي جعلهم يفرون إلينا ولا نفر إليهم، إنهم ليرون فينا عِبرا، وأنا لنرى فيهم عبرا. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٥/ ٣٣١].
• وقال ابن الجوزي ﵀: مرض عبد الملك بن مروان فجعل في مرضه يذم الدنيا ويقول: إن طويلك لقصير، وإن كثيرك لقليل، وأنا منك لفي غرور.
ونظر إلى غسال يلوي ثوبًا بيده، فقال: لوددت أني كنت غسالاً آكل من كسب يدي ولم آل شيئًا من هذا الأمر، فبلغ ذلك أبا حازم، فقال: الحمد لله الذي جعلهم إذا احتضروا يتمنون ما نحن فيه، وإذا احتضرنا لم نتمن ما هم فيه. [المنتظم ٦/ ٢٧٣، موسوعة ابن أبي الدنيا ٥/ ٣٢٢].
• وعن فضالة قال: استأذن قوم على عبد الملك بن مروان وهو شديد المرض، فدخلوا عليه، وقد أربد لونه، وجرى منخراه، وشخصت عيناه، فقال: دخلتم علي في حال إقبال آخرتي وإدبار دنياي! وإني تذكرت أرجى عملي فوجدته غزوة غزوتها في سبيل الله وأنا خِلوٌ من هذه الأشياء، فإياكم وإيا أبوابنا هذه الخبيثة أن تُطيفوا بها. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٥/ ٣٢٢].
• وعن ابن ساباط الجمحي: أنه خرج من قنسرين وهو قافل، فأشار لي إنسان إلى قبر عبد الملك بن مروان، فوقفت أنظر، فمر عباديٌّ فقال: لم وقفت ها هنا؟ قلت: أنظر إلى قبر هذا الرجل الذي قدم علينا مكة في سلطان وأمر، ثم عجبت إلى ما رُدَّ إليه، فقال: ألا أخبرك خبره لعلك ترهب؟ قلت: ما خبره؟
قال: هذا ملك الأرض بعث إليه ملك السماوات والأرض، فأخذ روحه، فجاء به أهله فجعلوه ها هنا، حتى يأتي الله يوم القيامة معه مساكين أهل دمشق!. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٥/ ٣٢٣].
• وقال عبد الملك بن مروان في مرضه: والله لوددت أني عبدٌ لرجل من تهامة أرعى غنيمات في جبالها وأني لم ألِ!. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٥/ ٣٢٩].