قد أنكروا وعرفوا حتى قالوا: ﴿لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا﴾ [الأعراف: ١٦٤] قال: فأعجبه قولي. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٤/ ٤٨٩].
• وعن ابن عباس ﵁ قال: لما أتى موسى ﵇ قومه، أمرهم بالزكاة، فجمعهم قارون فقال: ما هذا؟ أتطيعونه في الصوم والصلاة وأشياء تجهلونها، فتحتملون أن تعطوه أموالكم؟ فقالوا: ما نحتمل أن نعطيه أموالنا، قالوا: فما ترى؟ قال: نرى أن يُبعث إلى بغي بني إسرائيل، فنأمرها أن ترميه بأنه ارتادها على نفسها على رؤوس الناس والأخيار، ففعلوا، فرمت موسى ﵇ على رؤوس الناس، ودعا الله ﷿ عليهم، فأوحى الله ﷿ إلى الأرض أن أطيعيه، فقال موسى للأرض: خذيهم، فأخذتهم إلى أعقابهم، فجعلوا يقولون: يا موسى يا موسى، قال: خذيهم، فأخذتهم إلى ركبهم، فجعلوا يقولون: يا موسى يا موسى، قال: خذيهم، فأخذتهم إلى أعناقهم، فجعلوا يقولون: يا موسى يا موسى، قال: خذيهم فغيبتهم فيها، فأوحى الله ﷿: يا موسى يسألك عبادي ويتضرعون إليك، فلم تجبهم، أما وعزتي لو إياي دعوا لأجبتهم. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٤/ ٤٩].
• وعن عبد الله بن مسعود ﵁ في قوله ﷿: ﴿وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ﴾ [الأعراف: ١٦٣] إلى نهاية ﴿كَانُوا يَفْسُقُونَ﴾ [الأعراف: ١٦٣] قال: لما حرم الله ﷿ عليهم السبت: كانت الحيتان تأمن يوم السبت، فتجيء لا يستطيعون أن يمسوها. فكان إذا ذهب يوم السبت ذهبت، فكانوا يتصيدون كما يتصيد الناس، فلما أرادوا أن يعتدوا في السبت اصطادوا فيه، فنهاهم قوم من صلحائهم فأبوا، وكاثرهم الفجار، فأراد الفجار قتالهم، وكان فيهم من لا يشتهون قتلهم، أبو أحدهم، أو أخوه، أو ذو قرابته، فلما نهوهم أبوا، قال الصالحون: إذا أبيتم فإنا نجعل بيننا وبينكم حائطا، قال: ففعلوا، فلما فقدوا أصواتهم، قال بعضهم لبعض: لو نظرتم إلى إخوانكم ما فعلوا، فنظروا فإذا هم قد مسخوا قرودا، فكانوا يعرفون الكبير بكبره، والصغير بصغره، فجعلوا يبكون إليهم، هذا بعد موسى ﷺ. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٤/ ٤٩٠].