للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأشرب من أنهارها، وأعانق أبكارها، ثم مثّلثُ نفسي في النار آكل من زقومها، وأشرب من صديدها، وأعالج سلاسلها وأغلالها، فقلت لنفسي: أيَّ شيء تريدين؟ قالت: أريد أن أُرَدّ إلى الدنيا فأعمل صالحًا، قال: قلت: فأنت في الأمنية فاعملي. [صفة الصفوة ٣/ ٦٢].

• وقال أحمد بن محمد: أخبرني بعض أصحابنا قال: أغلظ رجل لوكيع بن الجرّاح ، فدخل وكيع بيتًا فعفّر وجهه في التراب، ثم خرج إلى الرجل، فقال: زِد وكيعًا بذَنْبه، فلولاه ما سُلّطت عليه. [صفة الصفوة ٣/ ١٢٠].

• وعن إبراهيم بن محمد قال: كان رجل كثير البكاء، فقيل له في ذلك، فقال: أبكاني تذكري ما جنيت على نفسي حين لم أستح ممن شاهدني وهو يملك عقوبتي، فأخرني إلى يوم العقوبة الدائمة، وأجلني إلى يوم الحسرة الباقية، والله لو خيرت أيما أحب إليك أن تحاسب ثم يؤمر بك إلى الجنة، أو يقال لك كن ترابًا لاخترت أن أكون ترابًا. [موسوعة ابن أبي الدنيا ٢/ ٤٢٢].

• واستطال رجلٌ على أبي معاوية الأسود فقال: أستغفر الله من الذنب الذي سُلِّطتَ به عليّ. [عيون الأخبار ١/ ٣٢٦].

• وعن عبد الجبار بن النضر السلمي قال: مر حسان بن أبي سنان بغرفة فقال: مذ كم بنيت هذه؟ قال ثم رجع إلى نفسه فقال: وما عليك مذ كم بنيت، تسألين عما لا يعينك، فعاقبها بصوم سنة. [الحلية (تهذيبه) ١/ ٤٧٢].

• وعن عمر بن عبد المجيد قال: اعتمّ شهر بن حوشب وهو يريد سلطانًا يأتيه، ثم نقض عمامته وجعل يقول: السلطان بعد الشيب، السلطان بعد الشيب!. [الحلية (تهذيبه) ٢/ ٢٦٢].

• وعن سلمة بن علقمة قال: اعتمّ (١) إياس بن قتادة ، وهو يريد بشْر بن مروان، فنظر في المرآة، فإذا بشيبةٍ في ذقنه، فقال: أفلِيها يا جارية. ففلَتْها فإذا هي بشيبة أخرى، فقال: انظُروا مَن بالباب مِن قومي فأدخلوه، فأُدخلوا عليه، فقال: يا بني تميم إني قد كنت وهبتُ لكم شبيبتي فَهبوا لي


(١) أي لبس عمامته.

<<  <   >  >>