تطاول عليهم ما يوعدون، وهم إلى الآخرة سراع يذهبون، وإنك قد استدبرت الدنيا منذ كنت، واستقبلت الآخرة، وإن دارًا تسير إليها، أقرب إليك من دار تخرج منها. [الحلية (تهذيبه) ٢/ ٣٥٤].
• وعن مكحول ﵀ قال: كنا أجنّةً في بطون أُمّهاتنا فسَقَط من سَقَط وكنا فيمن بَقِي، ثم كنا مَرَاضع فَهَلك منا من هلك وبَقِي من بقي، وكنا أيفاعًا، وذكر مثل ذلك، ثم صِرنا شبّانا، وذكر مثل ذلك، ثم صرنا شيوخًا لا أبا لك فما ننتظر وما نريد! وهل بَقِيت حالةٌ ننتقل إليها. [عيون الأخبار ٢/ ٧٣٠].
• وقال أيضًا ﵀: بؤسًا لأهل النار، لو نظروا إلى زوار الرحمن قد حملوا على النجائب، يزفون إلى الله زفًا، وحشروا وفدًا وفدًا، ونصبت لهم المنابر، ووضعت لهم الكراسي، وأقبل عليهم الجليل ﷻ بوجهه، ليسرهم وهو يقول: إليّ عبادي إليّ عبادي، إليّ أوليائي المطيعين، إليّ أحبائي المشتاقين، إليَّ أصفيائي المحزونين، ها أنذا اعرفوني، من كان منكم مشتاقًا أو محبًا أو متملقًا فليتمتع بالنظر إلي وجهي الكريم، فوعزتي وجلالي لأفرحنكم بجواري، ولأسرنكم بقربي، ولأبيحنكم كرامتي، من الغرفات تشرفون، وتتكئون على الأسرة، فتتملكون، تقيمون في دار المقامة أبدًا لا تظعنون، تأمنون فلا تحزنون، تصحون فلا تسقمون تتنعمون في رغد العيش لا تموتون، وتعانقون الحور الحسان فلا تملون ولا تسأمون، كلوا واشربوا هنيئًا، وتنعموا كثيرا بما أنحلتم الأبدان، وأنهكتم الأجساد، ولزمتم الصيام وسهرتم بالليل والناس نيام. [الحلية (تهذيبه) ٢/ ٤٩١].
• وقال الفضيل بن عياض ﵀: تريد الجنة مع النبيين والصديقين، وتريد أن تقف الموقف مع نوح وإبراهيم ومحمد عليهم الصلاة والسلام؟ بأي عمل وأي شهوة تركتها لله ﷿ وأي قريب باعدته في الله، وأي بعيد قربته في الله. [الحلية (تهذيبه) ٣/ ١٠].
• وقال أيضًا ﵀: ما من ليلة اختلط ظلامها، وأرخى الليل سربال سترها، إلا نادى الجليل ﷻ: من أعظم مني جودًا، والخلائق لي عاصون، وأنا لهم مراقب، أكلؤهم في مضاجعهم كأنهم لم يعصوني، وأتولى حفظهم