استهلت وخليفة الوقت أمير المؤمنين أبو الفضل العباس المستعين بالله والسلطان الملك الناصر فرج ابن السلطان الملك الظاهر برقوق وقد وصلا الشام في آخر يوم من السنة وصحبته قضاة مصر وهم المذكورون في السنة التي قبلها، ونائب الشام الأمير تغري بردي ثم توفي بعد نصف المحرم وقتل دمرداش، وقضاته المذكورون في السنة التي قبلها سوى الحنفي فقدم مع العسكر ابن القصماني قاضيًا مكان ابن العز وكان هذا قد ولي أيام نوروز من قبله كما تقدم، وكاتب السر هو كاتب نائب الشام اسمه يحيى ولكن الذي يقوم بأمره تاج الدين بن أفتكين والوزير صلاح الدين ابن شاكر، وناظر الجيش رزق الله، وبقية أرباب الوظائف حذفتهم في العام الأول لوضاعة بعضهم وجهالة بعضهم والأمر مستمر على ذلك، وكذلك الولاة، وليس بالشام حاجب كبير منذ قبض على بلقيه، نواب السلطان ببقية بلاد الشام كان شيخ نائب حلب فجاءت الولاية بها بقرقماس الذي كان بصفد وهو بدمشق ولم يمكن من الذهاب إليها وأخوه نائب حماة وطرابلس كانت لنوروز فخرج منها إلى ناحية حماة واجتمع هو وشيخ وقد وافاه من حلب ثم توجها إلى سلمية وحمص وتلك النواحي، ونائب غزة هرب إليهم كما تقدم، ثم توجه الجاليش كلهم إليهم كما ذكرنا.