أوله الأحد رؤي الهلال عالياً كبيرًا غاب بعد الشفق وذلك ثاني طوبة وثامن عشري كانون الأول (١٦) برج الجدي ويوم الخميس خامسه أول كانون الثاني.
وفي يوم الأربعاء رابعه ضربت البشائر قبل العصر وصبيحة الغد بخبر جاء من ناحية العسكر قيل مضمونه أن أينال المنقار وهو أحد الأمراء الذين خامروا في العام الأول من جماعة السلطان وتوجهوا إلى صرخد، توفي قيل مطعوناً واشتهر بين الناس أمورًا أخر لم تصح.
وافتتح هذا الشهر بمصادرة التجار وأخذ ثلاثة أشهر من الحمامات والطواحين ومن الحوانيت غير ما أُخذ في الماضي وطُلب جماعة وعوقب بعضهم وأتهم بعضهم بأن عنده ودائع فمنهم ابن سعد الدين المحلي وضرب مبرحاً وابن لاقي وابن البرجمي وابن فرح الصانع.
ويوم الجمعة سادسه جرت قضية غريبة وبدعة مبتكرة وهي أن الباعوني خرج من بيت الخطابة بعد الزوال على العادة وبين يديه المؤذن وقد جهر بالآية المعروفة ومشيا إلى داخل المقصورة فلم يجدوا السلطان قد جاء فصعد المنبر وجلس ومنع المؤذنين من الأذان بين يديه حتى يجيء السلطان ومكث نحو ثلاث أرباع ساعة إلى أن جاء السلطان فشرعوا في الأذان وخطب وهذا شيء لم يعهد وما علمته وقع لخطيب وهو يدل على استهتار بأمر الشريعة وقلة مبالاة بإقامة شعار الدين وأنكر العوام هذا الفعل