أوله السبت (٦) كانون الثاني والعشرون من طوبة في الجزء الخامس من برج الدلو وكان مكث الهلال ليلتئذ فغاب بعد الشفق وهو ابن ليلة بلا شك فدل على ضعف الحديث الوارد في ذلك، أول أمشير يوم الأربعاء ثاني عشره، أول شباط يوم الاثنين سابع عشره.
وتوجه القاضي ليصلي بالناس العيد بالمصلى على العادة فتأخر فلما نزل المصلى والمكبرون يكبرون بين يديه نودي بالصلاة وأحرموا فجرى هو والمؤذنون حق وصلوا المنبر وقد صليت ركعة فلما انقضت الصلاة صعد المنبر وخطب ووجدوا رجلاً جندياً يتفقه يقال له التنكزي قد صلى بالناس وذكر أن النائب أمر بذلك فأُنكر ذلك عليه وعزره بعض نواب القاضي بالكلام.
وكانت الأمطار في كانون الثاني كثيرة جداً قبل العيد وبعده وثلوج كثيرة على الجبال حول البلد وغربي البلد وشماليه حتى قطعت الطرق على أهل الجلب، وكان ذلك عامًا من جميع جهات دمشق الأربع.
وليلة الثلاثاء رابعه وقع ثلج كثير بعد أمطار سابقة فعلق على الأسطحة وبالأرض منه شيء كثير ومن الغد أيضاً واستمر الوحل بالأرض والثلج ووقعت بعد ذلك أمطار كثيرة ثم من الله تعالى وأمسك المطر أيام تجهيز الجامع بعد الجمعة فتوجه للبيوت ومن تابعهم يوم الخميس ثالث عشره (*).
(*) جاء في حاشية الورقة (٢٤٧ ب): رأيت بخط بعضهم أنه أخبره بعض السفارة أنه في بعض الدروب والأودية الثلج قدر اثنا عشر بشراً، وبعض السفارة جاء في بعلبك إلى دمشق فبات بها عشرة أيام وقاسى الحجاج الذين ..... من دمشق ..... البلاد شدة عظيمة.