ويوم الخميس خامس عشريه وصل الخبر صحبة قاصد النائب إلى السلطان بتوقيع ابن القطب بقضاء الحنفية عوضاً عن ابن الأدمي وكان توجه مع العسكر فكتب النائب فيه وكتب في أمور قيل منها تولية سودون المحمدي نيابة صفد وتولية ابن الوزير شهاب الدين واسمه الفخر بن عبد الرحمن وهو شاب طري الوزارة وكان باشرها أيام النائب التي قبل هذه من جهته وغير ذلك فلم يجب إلى شيء منها سوى القاضي والوزير.
ونودي عشية الجمعة بخروج العسكر من الغد صحبة نائب الشام إلى ناحية الشمال وخرج النائب بكرة الغد فنزل ببرزة وتلاحق العسكر فأقاموا يوماً ثم توجهوا ولم يتحقق الناس قصدهم واختلفوا في ذلك اختلافاً كثيراً والمشهور أنه خرج إلى ناحية حلب ليجتمع مع الأمير شيخ ويصطلحا بعد مكاتبة جرت بينهما على ذلك.
وبعد غيبة النائب عُزل ابن زهرة الشريف من الحسبة وولي قرابته فضل الله وهو من بني العفيف الذي كان مشد الدواوين مكانه في آخر الشهر.
* * *
[وممن توفي فيه]
..... إسماعيل البقاعي، كان هذا وضيعاً ثم توصل إلى أن صار يتكلم في نظر الأنهر ثم ولي متأخراً الحسبة ثم ولي الوزارة وكان كثير التخليط سامحه الله تعالى، توفي بسعسع ظاهر دمشق ودفن ..... وكان توجه إلى القاهرة في قفل مصاجين للثقل السلطاني وكان به مرض الاستسقاء فتوجه بأهله فأدركه هناك أجله، أخبرني بتاريخ وفاته مباشروا الأنهر.