بها فوجدوا من مكان رائحة كريهة فحفروا فوجدوا امرأة مقتولة فعادوا أمر تلك القضية، وقالوا هي الجارية قتلت، فقيل: الحموي رجل جيد، وقيل: أنه يحتمل أن يكون فعل ذلك فجاء الوالي إلى النائب فأخبره وراموا طلب الحموي من حماه فسكن النائب القضية وامتنع من طلبه، وقال: من الطالب والنائب قليل الطمع.
* * *
[وممن توفي فيه]
الشيخ الإمام العلامة صدر العراق ومدرّس بغداد وعالمها ورئيس العلماء بالمشرق غياث (١) الدين محمد بن الشيخ الإمام صدر العراق محيي الدين محمد بن شيخ العراق جمال الدين عبد الله بن محمد بن علي الواسطي الأصل البغدادي المعروف بابن العاقولي، وعاقول من قرى واسط، مولده فيما أخبرني في الساعة الثالثة من ليلة الخميس ثامن من رجب سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة.
كان مدرّس المستنصرية ببغداد كأبيه وجده ودرس أيضاً بالنظامية كأبيه ودرس هو بغيرهما، وكان هو وأبوه وجده كبراء بغداد وانتهت إليهم الرئاسة بها ومشيخة العلم والتدريس، وكان هذا قد تفرّد بذلك وصار هو المشار إليه والمعول عليه، القضاة والوزراء إلى بابه والسلطان يخافه، وكان مشاركاً في علوم عديدة، بارعاً في الأدب وعلمي المعاني والبيان وشرح مصابيح البه وي، وخرّج لنفسه أربعين حديثاً وفيها أوهام وسقوط رجال في الأسانيد وكان عند أهل بلده أنه شيخ الحديث والفقه، ونفسه قوية وفهمه جيد، يروى عن أصحاب ابن البخاري بالإجازة منهم جماعة من شيوخنا بالسماع،
(١) تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٥٧٠، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ٣/ ٢٤١ الدرر الكامنة ٤/ ١٩٤ (٥٢٥) إنباء الغمر ٣/ ٢٧٥ الذيل على دول الإسلام ٣٨٠ بغية الوعاة ١/ ٢٢٥ شذرات الذهب ٨/ ٥٩٩.