أوله الأربعاء تاسع هتور وخامس تشرين الثاني ثاني عشري العقرب.
ويوم أوله توفي قاضي القضاة شمس الدين محمد (١) بن عباس بن محمد بن حسين بن محمود بن ..... بن عباس الصلتي الشافعي بسكنه ببيت السويفي بالعقيبة، ودفن قبل الظهر بمقبرة الشيخ رسلان، صَليتُ عليه هناك وقد جاوز الستين فإن مولده كما أخبرني بالصلت قريبه جمال الدين عبد الله ابن الخليل قاضي حسبان سابع عشري شعبان سنة خمس وأربعين وسبعمئة، ولكن قال لي ابن عباس هذا وهم أنا أسن من ذلك أو مولدي قبل ذلك، وهو ابن بنت البرهان بن وُهيبة نشأ في خدمة خاله القاضي بدر الدين ثم ولي القضاء في بلاد متعددة من معاملة دمشق منها بعلبك وحمص وغزة ثم ولي قضاء حماة ثم عاد إلى بلاد الشام وجمع في سنة الفتنة بين قضاء غزة والقدس ونابلس وغيرها بمرسوم سلطاني أياماً ثم بطل ذلك ثم رسم له بقضاء المالكية بدمشق بعد موت التاذلي ثم ترك ذلك وسعى في قضاء الشام فوليه مرتين وأخرج عنه ما كان أُضيف إلى القضاء من الوظائف من الأنظار والتداريس حتى صار بيده القضاء وحده ولكنه فتح باباً لا يسعه فيه إلا عفو الله تعالى.
وفي أوائله اشتهر ولاية قاضي القضاة علاء الدين للقضاء وشاع بين الناس.
(١) تاريخ ابن قاضي شهبة ٤/ ٤٥٤ النجوم الزاهرة ١٢/ ٢٨٨.