[صورة الوقعة بين الرملة وغزة بين العسكر المصري والشامي]
كان ذلك يوم السبت ثالث عشريه لما رجع القاضي ومن معه من عند نائب الشام وقد أدوا إليه الرسالة وهي تخيّره بين أن يصير إلى مصر أميراً كبيراً وبين أن يرجع إلى الشام نائباً كما كان بعد أن يرسل الأمراء الذين عيّنوهم إلى القدس فأجاب بما مضمونه عدم الموافقة، بعد أن قال "أنا مملوك السلطان وفي طاعته".
ركب السلطان والعسكر، خرجوا من غزة وكان العسكر الشامي قد ركبوا في أثر الرسول فالتقوا بين بيدراس وبين غزة ووقع القتال، وقاتل نائب الشام وطائفة من الأمراء كنائب طرابلس وجلبان قتالاً شديداً وثبتوا فحمل المصريون على مسيرتهم فكسروها وكان النصر، فولى جمهور العسكر ولم يتأخر سوى النائب وطائفة قليلة فمالوا عليهم وقبضوا على النائب ونائب حلب ونائب طرابلس وجماعة من الأمراء، وهرب بغير قتال إيتمش وطغري بردي وطائفة واختفى جلبان وابن الشيخ علي وغيرهما في بعض بيوت بنواحي الرملة، ثم جاءوا بالأمان وأخذ أمان لطغري بردي وطلب فلم يوجد لأنه ممن هرب نحو الشام.
يوم الأربعاء سابع عشريه وصل الخبر بأن أربعة أُمراء عند شقحب ومعهم جماعة من الذين هربوا فتوجه إليهم العسكر الذين نزلوا بدمشق وهم قرابغا الحاجب والأمير محمد بن منجك والأمير محمد بن الأمير إبراهيم بن