أوله الجمعة رؤي الهلال خفياً جداً مع أن مكثه كان أكثر من اثني عشر درجة وبعده أكثر من أربعة عشر درجة لأنه كان الدرجة السابعة من السرطان ونوره كان قريباً من أصبع وذلك في ثاني عشر بونة وسادس حزيران في الجزء الثاني والعشرين من برج الجوزاء.
وخطب القاضي الجديد بالمصلى وخطبت أنا بالجامع.
ويوم السبت ثانيه توفي الصدر شهاب الدين أحمد (١) بن الشريف محمد المعروف بابن العطاء بمنزله بالمزة ودفن من الغد وكان يباشر وظيفة الاستيفاء بالجامع من مدة وهو أجل من بقي من مباشريه ويباشر نظر تربة منكلي بغا والشهادة بالبرج والغازية وغير ذلك وكان طلب الحديث وقتاً وسمعه مرافقاً لابن سيد وابن إمام المشهد في حدود سنة ونزل عن وظائفه لولديه فأمضى فيها ما يتعلق بالشام وخرجت وظيفة الشهادة بالمرج والغازية لأخي نجم الدين ولاه إياها قاضي قضاة مصر القاضي صدر الدين المناوي وصل خطه مؤرخ بتاسع عشره وأرسل مرسوم السلطان الجديد بالحمل على الولاية.
ويوم الثلاثاء خامسه وصل الأمير دقماق الذي كان نائب ملطية فنزل القصر وأقام أسبوعاً وسافر يوم الاثنين حادي عشره، ويومئذ وصل الحجاج الحلبيون.
(١) تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٣٥، إنباء الغمر ٤/ ٤٨، الضوء اللامع ٢/ ٢١٤.