ويوم السبت تاسع عشريه نزل أمير المؤمنين المستعين بالله ومعه قضاة مصر الأربعة وقضاة الشام الجديدان والقديمان ونزل معهم فيما بلغني الشيخ شهاب الدين الحسباني وكان أُطلق يومئذ وغيره وداروا البلد ونودي بقتال شيخ وكتب ورقة فيها طول فصار يشاهد عليها على المنادي وهو يقول، وكنت يومئذ بالمزة ومنذ أيام منقطعاً عن الاجتماع بالناس.
ويوم الأحد آخره طلع السلطان إلى الربوة ثم بان أنه أول شهر ربيع الأول.
* * *
[وممن توفي فيه]
(١) ..... موسى بن محمد بن محمد ابن الشهاب محمود قتل ليلة السبت ثاني عشريه ذبحا وقيل خنقا وكان قد طلبه الأمير جمال الدين ورسم عليه وقيل أنه نسب إليه ما يوجب القتل قصاصاً وعُدم في هذه الليلة وكان كثير التخبيط والتخليط والدخول فيما لا يعنيه والاستيلاء على ما ليس له ولا يبالي فيما يفعل ولا فيما يقول ويتطور أطواراً ويدخل نفسه في الغير ولا يخشى العواقب قبيح السيرة لا يخشى العار ونسب إليه قتل جماعة وأنواع من الفواحش وقد ولي وكالة بيت المال مدة وكتابه السر بطرابلس ثم ولي بدمشق مدة يسيرة وأنظاراً وكان عند كرم زائد وبسط يدٍ نهاباً وهاباً ولعله من أبناء الأربعين.
* * *
(١) إنباء الغمر ٦/ ١٩٥، الضوء اللامع ١٠/ ٦٣ (٢٠٩).