أوله الأحد (١٤) شباط وتاسع عشر أمشير و (٤) برج الحوت ويوم الجمعة (١٣) أول برمهات ويوم الثلاثاء (١٧) أول آذار.
ويوم الاثنين ثانيه وصل الحراني رسول نائب الشام الذي أرسله إلى نائب حمص قبض عليه وسلبه خيله وقماشه وربما أظهر أنه يريد قتله فنودي في الغد بالتأهب للخروج ووصل من الغد الرسول في أسوء حال وهو شهاب الدين ابن صاحبنا الغبصطي استاددار أخي وجرت الأخبار إلى جواري.
ويوم السبت رابع عشره توفي الشيخ الإمام العالم البارع نور الدين (١) أبو الحسن علي بن سيف الأبياري بمنزل بدر الدين الشريف نائب الحكم بالصالحية وصلي عليه بين الصلاتين بالجامع المظفري، تقدمت في الصلاة عليه ودفن بالسفح بالقرب من مغارة الجوع وقد جاوز الستين، بلغني أنه في ابتداء الأمر كان بغزة واستمر يقرأ بها القرآن ثم قدم علينا دمشق فاشتغل في العلوم وبرع في العربية واللغة ولازم أبا العباس العباسي في ذلك وطالع في كتب التواريخ وغيرها وكان إخبارياً مستحضراً شيئًا مع جمعه بين اللغة والنحو وغيرهما من العلوم وشغل الناس بالعلم وتصدر بالجامع وكان في
(١) إنباء الغمر ٧/ ٣٨، الضوء اللامع ٥/ ٢٣٠ (٧٧٠) بغية الوعاة ٢/ ١٦٩، شذرات الذهب ٩/ ١٥٩.