وبعد طلوع الشمس من يوم الاثنين ثانيه ضربت البشائر على القلعة لدخول السلطان الملك الناصر فرج بن الملك الظاهر برقوق القلعة، وصل إلى باب السر على غفلة جريدة وسبق الأطلاب (١) لشدة الوحل بسبب المطر الواقع بالأمس ومعه من الأمراء نيروز الحافظي ويشبك ونائب صفد العثماني ونائب حماة دمرداش وغيرهم فوقف هنيهة حتى نصب الجسر ودخل ضحوة وانجرت الأثقال بعده وأصابهم شدة بسبب الوحل مع وقوع المطر يومئذ فيما بين قبة يلبغا والكسوة وتلك الأراضي وجاء الليل والأثقال تنجر.
ووصل قبل السلطان القاضي شرف الدين مسعود قاضي طرابلس متولياً قضاء دمشق كُتب توقيعه لما وصل إلى مصر في البحر من طرابلس عقيب الوقعة فنزل بالعادلية ورأيت توقيعه وهو مؤرخ برابع عشر جمادى الأولى، وقال أن السلطان شافهه بالولاية قبل ذلك بأزيد من شهر حال وصوله إلى مصر في ثاني عشر ربيع الأول ولكن تأخرت كتابة التوقيع إلى هذا التاريخ لأنه لم يحرص على ذلك لاستيلاء نائب الشام عليها.
ودخل في الليل القاضي شمس الدين النابلسي وقد لبس بقضاء الحنابلة بالخُربة وعزل ابن مفلح وكذلك عين القاضي محيي الدين ابن
(١) الأطلاب - جمع طلب وهم فريق من المقاتلين يتكون من ٥٠٠ فارس.