أوله الخميس، رأيت الهلال ليلتئذ عالياً وهو السادس والعشرون من تشرين الثاني وثالث عشر القوس.
ويوم الخميس مستهله خلع على دوادار النائب الصغير سودون بسبب أنه نقل إلى الدويدارية الكبرى عوضاً عن شهاب الدين، ويومئذ كان توجه السلطان من القدس إلى الخليل لزيارته عليه السلام بعد صلاة الصبح وأكل من السماط به ثم توجه إلى غزة فدخلهَا من الغد يوم الجمعة فأقام إلى بكرة الأحد وتوجه.
ويوم السبت ثالثه باشر القاضي تاج الدين بن الزهري مشيخة خانقاه الطواويس انتزعها من شمس الدين بن شمس الدين الصالحي وكان القرعوني نزل عنها لابن الزهري في العام الماضي ولم يكتب الباعوني خطه بالإمضاء وصار يسوف به ويذكر أنه ولاها للشيخ يوسف الصفدي أخي الشيخ شمس الدين وشُهد عليه يوم مات القرعوني في مستهل جمادى الأولى من السنة الماضية أنه أمضاه ولم يكتب خطه فلما وصل السلطان أرسل إليه كاتب السر نسيب ابن الصالحي فولاه يوم قدوم السلطان في العشرين من جمادى الأولى وكتب له خطه بالولاية فلم يمكن ابن الزهري من المباشرة وقام كاتب السر مع ابن الصالحي وأرسل يهدد ابن الزهري فكتب خطه أنه نزل لابن الصالحي وأنه لا حق له في الوظيفة وباشر ابن الصالحي وغرم جملة منها ألفان لورثة القرعوني وكان ابن الزهري اتفق أيضاً مع القرعوني على أن يعطى ورثته ثلاثة آلاف فيما قيل، فلما مات كاتب السر أثبت ابن الزهري