وليلة الثلاثاء ثامن عشره نزول الشمس برج الميزان في الساعة العاشرة، وفيه قدم الأمراء الشاميون المجردون مع الأمير كمشبغا إلى حلب، أُذن لهم في الرجوع إلى بلادهم، ووصل الأمير شيخ الخاصكي راجعاً من حلب وهو مستمر على الضعف مأذوناً له في الرجوع إلى مصر لأن بلاد الشام لا تلائمه فنزل بقبة يلبغا تم توجه.
وفيه ولي ابن خطيب نقرين قضاء حلب عوضاً عن شرف الدين موسى بن أخي الخطيب.
وفيه أو في الذي بعده ولي طغري بردي رأس نوبة نيابة حلب عوضاً عن نائبها جُلبان، وجُلبان توجه إلى القاهرة وفيه أوفى الذي بعده ولي أرغون شاه نائب صفد نيابة طرابلس وعزل نائبها.
* * *
[وممن توفي فيه]
كمال الدين (١) عمر بن بدر الدين حسن بن علاء الدين علي بن شرف الدين محمد بن هاشم ابن عبد الواحد بن أبي المكارم بن أبي حامد بن أبي العشائر الحلبي ابن أخي الخطيب ناصر الدين، وكان شاباً ابن نيف وعشرين سنة، وكان قد ورث ولد ناصر الدين وقدم دمشق والسلطان هنا وسعى في الخطابة وكان أخذها قاضي حلب شرف الدين لما توفي ابن ناصر الدين لأنها كانت لعمه الخطيب شهاب الدين ابن الحنبلي وساعده الشيخ سراج الدين وغرم جملة فوليها، وخطب إلى قاضي القضاة ابنته فزوّجه إياها وكان عقداً مشهوداً كما أرخنا في رمضان، وكان عزمه يسافر مع العسكر إلى حلب فعاقه الضعف فلم يزل به حتى توفي ولم يتمتع بما ورثه إلا يسيراً، توفي ليلة الخميس سادسه، وخلف زوجة أخرى بحلب وجدة وابن عم.