استهلت والخليفة المستعين بالله أبو الفضل العباس ابن المتوكل على الله أمير المؤمنين، وسلطان مصر والشام والحجاز وغير ذلك مما هو مضاف إليها السلطان الملك الناصر زين الدين فرج ابن السلطان الملك الظاهر برقوق الجركسي السيفي، نائبه بالديار المصرية المقر السيفي تمراز، ونائبه بالبلاد الشامية المقر السيفي شيخ الخاصكي ولكنه بصفد وقد استولى على الشام المقر السيفي نوروز ومن معه من الأمراء، وباقي البلاد لم يتعين لها نائب إلى الآن وقد زال أمر الأمير جكم عن البلاد الشمالية والساحلية بفقده في مصاف قرايلوك، قضاة مصر قاضي القضاة جلال الدين ابن الشيخ، قاضي الحنفية كمال الدين ابن العديم، والمالكية ابن البساطي، والحنابلة أمين الدين سالم، قضاة الشام شمس الدين ابن الأخنائي جمال الدين ابن القطب يباشر القضاء مع ابن الخشاب أحضر توقيعًا به فلم يُعلم عليه واستمر هذا يحكم بلا ولاية ثم قدم في آخر المحرم البرهان بن خضر وبيده توقيع به، وكان البدر حسن الجابي يباشر قضاء المالكية وتكلم في صحة ولايته فسافر إلى الحجاز واستناب ابن الشيخ اسماعيل قاضي الحنابلة شمس الدين بن عبادة، كاتب السر السيد علاء الدين نقيب الأشراف، وباقي الوظائف أمورها غير مستقرة، لكن كان ابن شاكر يباشر الوزارة في دولة السلطان فلما جاء هؤلاء خرج إليهم وكان مختفيًا فباشر لهم ثم اختفى