أوله الاثنين الثلاثون من كانون الثاني والرابع من أمشير والتاسع عشر من برج الدلو.
وفي أوله وصل يشبك الموساوي مقبوضاً عليه من غزة، وكان السلطان أرسله إلى الكرك نائباً فلم تفتح له القلعة واستمر مدة وسودون الجلب قد أرسل من دمشق ثم قصد غزة ليأخذها فوصل الخبر إلى سلامش وكان استولى عليها فتهيأ له فوقع بينهما فساخت فرس يشبك في طين هناك فسقط فقبض عليه وكتب إلى نائب الشام يخبره فأرسل دواداره فأتى به وبآخر معه.
ويوم الأربعاء ثالثه أول شباط وليلتئذ كان هواء شديد رمى أشجاراً، وليلة أمسه ويومه جاء سيل عظيم بطرابلس ما رأُي مثله هدم أبنية كثيرة وهلك فيه جماعة.
ويومئذ شرعوا في نقض أحجار ما كان منها أعلا الباب الذي كان استجده الأمير شيخ أيام مباشرته وذلك بأمر النائب.
ويومئذ لبس عز الدين ابن القاضي محب الدين أبي الفضل خلعة القضاء بمكة وعزل ابن ظهيرة، كتب إليّ القاضي المالكي بذلك.
ووقع في آخر كانون أمطار كثيرة وزاد بردى زيادة جيدة وتغير الماء، ثم وقع مطر يوم أول شباط وتكرر وكثر في ليلة الخميس رابعه وجاء سيل عظيم في أواخر الليل وأصبح وقد تزايد وفاض بردى وملأ الوادي والميادين