الحجاز فارق الحاج من الطيبة على بغل وأخبر أن المطر وقع عليهم وانفصل ليلة الأحد العشرين منه وليلة الاثنين أيضاً وليلة الثلاثاء إلا أنه خفيف جداً، ثم وقع كبيراً جرت منه الميازيب بالطيبة، إلى أن وصل.
ويومئذ خلع على القاضي تقي الدين بن الكفري بقضاء الحنفية فوض ذلك السلطان إلى النائب ولم يشعر الناس به إلا وقد لبس وجاء إلى الجامع فجلس هنيهة ثم جاء إلى النورية فجلس على التخت والقاعة مغلقة، مفتاحها بيد المنفصل.
ويوم الثلاثاء ثامن عشريه آخر النهار توجه محمود الأستاددار إلى الديار المصرية على خيل البريد.
ويوم الأربعاء آخره دخل السلطان القدس الشريف وزينت له القدس وفزل بالمدرسة التنكزية وذلك قبل الظهر ثم صلى الظهر بالمسجد الأقصى ثم بالصخرة ودار بأرجاء المسجد وصحنه وقصد الشيخ أبا بكر الموصلي للسلام عليه بالفارسية، وكان الشيخ أبو بكر قد انتقل من دمشق إلى هناك ثم صلى العصر بالمسجد والعشاء الآخرة وأُوقد لأجله المسجد وقيداً زائداً على العادة، وجلس إلى جانب المنبر ومعه الشيخ محمد المغيربي والقاضي جمال الدين الحنفي والقاضي سري الدين إمام المسجد وخطيبه يومئذ ثم صلى صبح الغد وتوجه إلى زيارة الخليل عليه السلام.
[وممن توفي فيه]
القاضي عز (١) الدين حمزة بن القاضي علاء الدين بن فضل الله، وكان ينوب أخاه في كتابة السر وكان أصغر من أخيه بيسير إلا أن هذا من أم أخرى وكان أشقر وذاك أسوداً وكان شديد الأدمة وكان هذا يحبه الناس أكثر من أخيه وكان متقناً لكتابة السر ويرجو ولايتها حين يقدم السلطان فمات يوم الخميس
(١) تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٥٦٢ إنباء الغمر ٣/ ٢٦٢.