ولعله في الرجوع خيراً فقد جاءت الأخبار بأمور وقعت في العسكر توجب زوال أمن الطريق.
ويومئذ عند الظهر وصل بريدي من الرملة من عند النائب فأخبر بأمور وكنا لقيناه بالطريق وأخبر بأشياء، وأن العسكر المصري وصل إلى غزة وأن النائب بالرملة، ولم يخبر بحقيقة ما وقع ولكن قال المصلحة إنكم ترجعون ولا تسافرون وأخبر بمجيء قاضي قضاة مصر صدر الدين المناوي إلى النائب في الصلح، وضربت البشائر على القلعة، وقيل أن السلطان أرسل إلى النائب في الصلح في تقرير أمور وأن القاضي، فلما كان من الغد أُمر بسد أبواب البلد خلا باب النصر وباب الفرج وأحد بابي الجابية فسُدت سوى باب توما فإن ابن سويدان الحاجب سعى في إبقائه لأجل الرفق بأهل تلك الناحية وبيته هناك فبقي.
ويوم الاثنين ثامن عشره وصل السلطان والعسكر المصري إلى القرب من ..... ووقعت وقعةٌ بين طائفة من عسكره وبين اللكاش وطائفة ممن معه بغزة فكسرهم المصريون ونزلوا بخيامهم ودخل السلطان غزة وهرب اللكاش ومن معه إلى النائب إلى الرملة وجاءت طائفة ممن كان معه طائعين إلى السلطان منهم نائب حماة دمرداش ونائب صفد الطنبغا العثماني والأمير فرج بن منجك.
ويوم الاثنين خامس عشريه بين الظهر والعصر وقع برد يسير وحصل رعد وبرق إلى أثناء ليلة الثلاثاء ووقع ليلتئذ مطر.
وضربت البشائر على القلعة آخر النهار وأشاعوا أنهم اصطلحوا.
فلما كان يوم الثلاثاء سادس عشره وصل أول النهار بريدي وأخبر بأن النائب قبض عليه وعلى غيره ونزل عند نائب الغيبة فانتقل من دار السعادة وبقي وحده وضربت البشائر وأمن الناس وسروا بذلك.