مثله بين المغرب والعشاء ثم وقع بعد العشاء كذلك، وكذلك وقع أمس بعد الصلاة وبعد ذلك لكن يسير جداً وذلك في ثالث عشر آذار، وهو أول مطر وقع في فصل الربيع.
ويوم الاثنين ثامن عشره كانت الوقعة بين عسكر السلطان وبين اللكاش.
ويوم السبت ثالث عشريه توجهت إلى زيارة القدس الشريف ومعي أهلي وجماعة في ركب فيه ناس كثير فلما وصلنا إلى خان ابن ذي النون ونزلنا به وصل بعد الظهر سواق ومعه كتاب إليّ كاتبه من نائب الغيبة جركسى صورته يقبل الأرض وينهي بعد رفع دعائه وإخلاصه في ولائه وشوقه إلى لقائه، أنه بلغ المملوك أن مولانا توجه لزيارة القدس الشريف وتعجب المملوك من مولانا كيف قوي عزمه المبارك على هذا القصد الجميل ولم يحضر عند المملوك يعرفه بسفره وما قصده من ذلك ليكون الخاطر مستقراً من جهة هذا الأمر، فإن مولانا أسبغ الله ظلاله ليس هو من أصاغر الناس ولا من أحادهم ومولانا عين القضاة وشيخ العلماء بالشام المحروس وخليفة الحكم العزيز وكان ينبغي أن يعرف المملوك بما قوي عليه عزمه من ذلك حتى يضاعف له الإكرام والرغبة ويمكنه من قصده على أكمل وجهٍ وقد اقتضت المصلحة عود مولانا عند المملوك ليحصل الاجتماع بخدمته والإنس ببركته والاتفاق على ما فيه المصلحة والمسؤول من تفضله الكريم أنه حال وصول معرضنا بيده إلى خدمته يعود إلى عند المملوك من غير تأخير فإنه لا بد من حضوره والله تعالى يمتع بحياته ويزيد في نعمه بمنه وكرمه، وكتب في ثالث عشرين رجب.
فلما رجعت اجتمعت به ولم أكن اجتمعت به قبل ذلك فبالغ في الإكرام وسأل المقام في هذه الأيام بالشام لمصلحة المسلمين وكان جركس قد قيل له إن كاتبه إنما توجه لما ينسب إليه من افتيائه على الحكام بالشرع ونحو ذلك، وكان جرى له مع ناس أمور من هذا النوع فتحيل في ذلك وفعل ما فعل.