إنكاراً شديدًا على ما بلغني ..... أهل العلم، ثم فعل في الثانية قريباً من ذلك إلا أنه لم يخرج من بيت الخطابة حتى خرج السلطان.
ويوم الأحد ثامنه بلغني أن السلطان رسم للأمير تغري بردي والأمير دمرداش وغيرهما بالركوب إلى بيت شهاب الدين الجوبان بالصالحية فيكبسوه لأنه قيل له أن استاددار شيخ ابن محب الدين هناك جماعة ونهبوا ما هناك حتى ..... ثم دل على الذهبي فقبض عليه وعلى ولده وسلموا للحاجب يشبك.
وفيه وفاة الأمير شاهين دويدار الأمير شيخ وضربت البشائر يوم الاثنين تاسعة وقيل أن شيخاً ومن معه خرجوا من غزة إلى ناحية مصر وأشاعوا وفاة الأمير .....
..... فوصل يومئذ ونزل بدار منجك القرمانية وكان يومًا مطيراً.
ويوم الجمعة سابع عشرينه ختم قراءة صحيح البخاري بدار السعادة وكانوا عينوا من أول الشهر من يحضر غير كاتبه والباعوني والقضاة الستة قضاة مصر فإن الشَّافعي سافر وقضاة الشام وهم من سوى الحنفي لأنه لم يكن حنفي إلا في أثناء الشهر والقاضي شهاب الدين الغزي والشيخ جمال الدين الطيماني، فلما بلغني ذلك صممت على عدم الحضور واستمروا أياماً وكان يحضر جماعة فخرج المرسوم أن لا يحضر إلا المكتوبون فروجعت فامتنعت فاتفقوا إلى أن خلفوا مكاني القاضي شهاب الدين بن نشوان الخواري وأخذوا جواباً إلى أمثالهم للسلطان فلما وقع لهم خلع على القارى وأعطى المذكورون كل واحد، ولم يحضر السلطان عندهم إلا يوم واحد ساعة خفيفة.
وفي أواخر الليل ثاني عشرينه وقع مطر غزير متتابع واستمر إلى يوم الأحد وأصبح النهر وقد زاد زيادة كثيرة جداً ووكفت السيول ليلتئذ لكثرة المطر والثلج معه بالجبل بعضه.