للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومعه زردخاناه (١) من المرقب، وهذا والشيخ في عمل المدافع والنشاب وغير ذلك يُعد أُهب القتال.

ويوم الأربعاء سادسه ضربت البشائر على القلعة ونودي بقدوم أمراء التركمان قرايلوك وجماعته ونواب القلاع الشمالية نجدة للسلطان فنودى بوطاق شيخ عن مرسوم أمير المؤمنين بامشعداد العوام لقتال هؤلاء وأنهم من مقدمة تمرلنك وجاليشه.

ويومئذ حلف الأمراء الكبار شيخ ونوروز للخليفة بالطاعة والالتزام بأنهم لا يسلطنوا أحدًا وأنه هو الحاكم راضون وقبلوا الأرض له، وذلك لأنه بلغهم أنه قيل أن الخليفة إذا انتهى أمرهم إلى ملك مصر يقيمون سلطانًا منهم ويعرضوا على الخليفة كما كان فحلف كل منهما أنه لا يتسلطن ولا يختار السلطنة وحصل الاتفاق على ذلك.

فلما كان ليلة الجمعة اشتد القتال إلى نحو ثلث الليل، ويوم الجمعة بعد الصلاة ركب الأمير شيخ ..... ضرب وطاقه عند ..... ودار بقية الأمراء على القلعة وافترقوا ورموا بالمدافع وأحرق أهل البلد سوق خان السلطان وتلك النواحي واحترق بيت الطيماني وذبحه العشير.

فلما كان يوم السبت هرب الأمير دمرداش وترك السلطان فركب شيخ وجاء ففتح من ناحية باب النصر ونيروز من ناحية باب توما وهرب الذين على الأسوار ونصبت السلالم وفتح الباب ودخل شيخ من باب النصر فملكوا المدينة.

وآخر نهار الجمعة ثامنه وقيل يوم السبت تاسعه قُتل الإمام العالم الفاضل البارع الناسك جمال (٢) الدين عبد الله بن محمد بن طيمان الطيماني المصري عند باب زاويته التي أنشأها عند باب داره بناحية ..... وذلك أن جماعة السلطان كانوا يقاتلون هناك جماعة شيخ فكسرهم الشيخونية وأنزلوهم


(١) زردخاناه - خزانة السلاح أو مخلاة الرماح التي تحمل نباله وسهامه.
(٢) إنباء الغمر ٧/ ٨٧، الضوء اللامع ٥/ ٥٠ (١٩١)، بهجة الناظرين ١٨٧، شذرات الذهب ٩/ ١٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>