وفيه رسم بضرب الدراهم على أن الغش يكون قدر الفضة فشرعوا في ضربها واستمرت تلك الدراهم المتعامل بها وغشها تسعة أعشار الفضة وهذا شيء لم يعهد في الدنيا منذ ضربت الدراهم مغشوشة فيما نعلم، وكانوا جعلوا في سنة ثلاث عشرة غش الدراهم الربع ثم لم يزل ينقص إلى أن بلغت هذا القدر، وغلا الذهب فصار بعدما كان من مدة سنوات كل دينار إفرنجي بخمسة وعشرين درهمًا ثم صار يتزايد إلى أن بلغ في آخر هذا الشهر بخمسة وتسعين فلما ضربوا هذه الدراهم كبسوا بيت الضراب فوجدوه قد جعل العشر أربعين فيما قيل وهو أمرهم فشرعوا في ضربها خالصة من الغش وزن نصف درهم ..... درهم ويكون الإفرنجي سعره ثلاثون وكذا كانوا حسبوا لما جعلوا العشرة خمسة وهذه الدراهم مستمرة على حكمها إلى أن تنفد.