للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نائب الشام صحبة ابن أخي دمرداش إلى بلاده بعد ما خلع عليه وأحسن إليه.

وليلة الجمعة ثامنه وقع مطر وكان الناس محتاجون إليه فإنهم من أوائل كانون الثاني إلى هذا الوقت لم يقع مطر وإنما كان يقع في كانون ثلج يابس وكان مع المطر رعد قاصف جدًا.

ويومئذ جاء الخبر بأن كاشف القدس والرملة هجم على أينال الرجبي ووقع بينهما قتال فانكسر الرجبي وقبض عليه وأرسل الكاشف بخبر ذلك وتوجه لتسليم الرجبي فأرسل الدوادار أينال.

ويوم الاثنين حادي عشره توفي الإمام العالم البارع شهاب الدين (١) أبو حامد محمد ابن الشيخ المحمدي صدر الدين أبي الطيب أحمد ابن الشيخ الإمام بهاء الدين محمد بن علي بن سعيد ابن إمام المشهد الأنصاري بمنزله بالمدرسة القواسية (*) وصلي عليه ودفن بتربة لهم بمقبرة باب الصغير ومولده سنة سبع وستين وسبعمئة فيما أظن، أحضره والده وأسمعه من جماعة من أصحاب ابن السنجاري وابن القواس وابن عساكر وجماعة وتوفي أبوه وهو صغير فأدبه رجل أعمى ورُبي مربًا حسنًا واشتغل وفضل وكان صحيح الفهم وعنده ديانة وأذن له الشيخ سراج الدين بالفتوى لما قدم الشام مع السلطان وولي تدريس المدرسة ..... وعرض عليه جمعةُ القاضي شهاب الدين ابن الحسباني نيابة فأبى ولم يدخل في شيء من ذلك ومرض بالاستسقاء مدة وخلف بنتًا ونزل عن وظائفه لصاحبه شمس الدين ابن الكفتي.

ويوم السبت سادس عشره وصل أينال الرجبي مقيدًا، وفيه ذكرنا أن كاشف القدس ونابلس قبض عليه فلما وقف بين يدي النائب قيل أنه بصق في وجهه وهو زوج أخته وأطلقه وخلع عليه، فبين خروج من سجن القلعة


(١) إنباء الغمر ٧/ ٩٠، الضوء اللامع ٧/ ٤٦ (٩٦)، شذرات الذهب ٩/ ١٦٧، لحظ الألحاظ ٢٤٧.
(*) جاء في حاشية الورقة (٢٦١ أ): والقواسية خارج باب الفراديس.

<<  <  ج: ص:  >  >>