وقبض على أمير آل مري أبي بكر بن ..... وأرسله إلى قلعة دمشق وكاتب السلطان في ذلك فأرسل إليه خلعة ودخل بها ضحى النهار واشعلت له الشموع وركب معه القضاة وكان يومًا مشهودًا يشبه يوم دخول السلطان.
ويومئذ وصل توقيع ابن الأخنائي وقرئ بحضوري وهو مؤرخ برابع عشرين جمادى الأولى وهو بخط ابن خطيب زرع ووصل معه وأخبر أن وكالة بيت المال خرجت لابن القيسراني وأن باقي وظائف ابن الأخنائي استمرت بيده، وكان نزل عن تدريس الظاهرية للشيخ شهاب الدين الملكاوي وقام ابن الشهيد تاج الدين ينازع وقال: وظيفة أبي وأظهر ولاية وأظهروا إشهادًا عليه لا حق له فيها، فقال: كنت مكرهًا يوم الإشهاد وجرت أمور، وبلغني أن ابن الأخنائي نزل عن قضاء العسكر للحموي مدرس البادرائية ثم سعى غيره وأخذه.
ويوم الثلاثاء نصفه قبض على ابن الغزولي التاجر وسجن بالقلعة ثم نقل إلى سجن الخيالة بها وقيّد لكثرة فضوله ودخوله فيما لا يعنيه فاستمر أسبوعًا ثم شفع فيه خواجا عليّ فأُخرج يوم الثلاثاء ثاني عشريه على أن لا يقيم بدمشق وكتب عليه بذلك مكتوب.
ويوم الخميس سابع عشره رُسم بنفي الباعوني إلى صفد (١)، أرسل إليه النائب أن يسافر إلى بلده ولا يبيت بالبلد يُوسّط، فقيل إنه بات خارج البلد وأخذ في أسباب السفر وسافر يوم السبت تاسع عشره، وذلك فيما قيل ويوم الخميس سابع عشره لبس أمين الدين بن القيسراني بإعادته إلى وكالة بيت المال عوضًا عن ابن الأخنائي بحكم انتقاله إلى حلب.
ويوم السبت تاسع عشره عقد بدار السعادة مجلس بسبب حجة بنت ..... وحضر القضاة وحضر قاضي القضاة نجم الدين الحنفي، وهو
(١) صفد - قال ياقوت -هي مدينة في جبال عامله المطلة على حمص بالشام، وهي من جبال لبنان ٣/ ٤٦٨ (٧٥٦٦).