للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا الحال وفي أثناء ذلك يشتغل بالعلم ويسلك طريق الصوفية والنظر في كلامهم ولازم الشيخ قطب الدين مدة واجتمع بغيره، وكان يطالع أيضًا كتب الحديث ويحفظ جملة من الأحاديث ويعزوها إلى رواتها وله إلمام جيد بالفقه وكلام الفقهاء واشتهر أمره وصار له أتباع وكان شعاره إرخاء عذبة خلف الظهر ولم يزل يعمل بيده إلى آخر الوقت ثم علا ذكره وبَعُد صيته وصار يتردد إليه نواب الشام وكبار الأمراء ويمتثلون أوامره وسافر إلى مصر بآخره مستخفيًا وحج غير مرة، ثم عظم قدره عند هذا السلطان وكان يكاتبه ويأمره بما فيه نفع للمسلمين ثم إن السلطان عام أولى اجتمع به وصعد السلطان إلى منزله ورقى السلم وأعطاه مالًا فأبى أن يقبله، وكان إذ ذاك بالقدس الشريف وكان من سنوات قد توجه زائرًا واشترى هناك كرمًا فكان يذهب إلى هناك ثم يرجع إلى دمشق، وقد اجتمعت به مرة وهو شاب في حدود السبعين وسبعمئة قبل اشتهاره، توفي ليلة الاثنين عند المغرب حادي عشريه بالقدس الشريف، وكان قد عزم على الرجوع إلى دمشق ودفن من الغد بمقبرة ماملا عند العصر بعدما صُلي عليه بالمسجد الأقصى عقيب صلاة الظهر وحضر جنازته أُممٌ لا يحصون كثرة ورفعوا نعشه على الأصابع وأظنه جاوز الستين، وصلى عليه صلاة الغائب بجامع دمشق يوم الجمعة ثاني ذي القعدة.

وفيه، وقال لي قاضي نابلس، توفي يوم توفي الشيخ أبو بكر، توفي الشيخ الإمام العالم بقية شيوخ الحنابلة شمس الدين محمد (١) بن عبد القادر بن ..... الجعفري الحنبلي النابلسي بها، وكان من الفضلاء يذكر لقضاء دمشق ثم وليه ابنه شرف الدين عبد القادر وكان من الفضلاء فلما توفي بدمشق وبلغ والده في أواخر سنة ثلاث وتسعين حزن عليه حزنًا أوجب تغيره ولم يزل إلى أن توفي، وكان له إلمام بالحديث وكتابته.


(١) تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٥٦٨ الدرر الكامنة ٤/ ٢٠ (٥٣) إنباء الغمر ٤/ ٢٠ الذيل على دول الإسلام ٣٨٢ السحب الوابلة ٣٨٨ الجوهر المنضد ١٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>