ويوم الاثنين تاسعه وصل القاضي شمس الدين النابلسي من القاهرة بعدما أقام بها أسبوعًا ثم ركب خيل البريد فوصل في ثمانية أيام فسلم على النائب ولبس الخلعة وقرئ تقليده بالجامع ثم توجه إلى بيته بالصالحية (١) وتاريخ توقيعه سابع عشر ذي الحجة.
ويوم الأربعاء حادي عشره هرب الوزير ابن أبي شاكر فلم يعرف مكانه وكان قد سافر إلى بلاد صيدا أو بيروت وبعلبك والبقاع وظلم ظلمًا كثيرًا واشتهر أنه عزل وأن الوزير الذي قبله أُعيد، ثم بلغني أنه لم يكن الوزير الذي قبله ولي وإنما بعض أصحاب ذلك الوزير أظهر له أنه جاء كتاب يتضمن ذلك وخوفه منه وحسن له الهرب ثم كتب إلى مصر بهربه فسعى الذي قبله وولي بعد ذلك.
ويوم الجمعة أوائل النهار ثالث عشره وصلت كتب الحجاج وهي غاية ما يكون من السرعة وأسبق ما نعهده في زماننا، كما في العام أول أكثر ما عهد من التأخر حيث وصلت في العشرين والغالب في غير هذه السنين أن تصل في الخامس عشر ونحوه، ولكن في هذه السنوات تأخر وصولها إلى ما بعد ذلك.
ويوم الأربعاء ثامن عشره ..... رسول ابن عثمان برسالة منه وتقدمة مماليك فنزل في القصر فأقام خمسة أيام وسافر في السادس.
ويوم الخميس تاسع عشره وصل الركب الحلبي والمحمل ونزلوا بالميدان ومن الغد العشرين منه وصل الشاميون ودخل المحمل يوم السبت حادي عشريه هذا غاية ما يكون من السرعة تقدموا عن العادة أربعة أيام أو خمسة وأخبروا أنهم تعجلوا كلهم في يومين.
ويومئذ توفي القاضي شمس الدين علي بن ..... الذي كان ولي
(١) الصالحية - قال ياقوت -قرية كبيرة ذات اسواق وجامع بقرب جبل قاسيون من غوطة دمشق- معجم البلدان ٣/ ٤٤٢ (٧٤٤٢).