للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العوام وكان قاضي القضاة في مكان آخر فأُخبر فجاء وقد قبضوا على جماعة الأمير ووضعوا في أعناقهم الزناجير (١) التي كانت معهم وقتلهم العوام لولا ما خلصهم القاضي، وأرسل قاضي القضاة إلى النائب فأرسل مماليكه ورأس نوبة المماليك فاقتلعوا الخوابي (٢) وكانت مدفونة تحت الأرض وهي مملوءة خمرًا فحملت إلى دار السعادة وضرب النائب أصحاب الخان ضربًا مبرحًا وطيف بهم، ثم إن الحاجب وكانت النقباء من عنده أرسل اليهم فضربهم أيضًا.

ويوم الجمعة خامس عشريه أيضًا توفي بهاء الدين (٣) أبو بكر بن أحمد بن أبي بكر ابن غانم الموقع بالصالحية وكان إليه نظر النورية ببعلبك ففوضه إلى عز الدين بن علاء الدين بن بهاء الدين وأخذ منه مالًا وأثبتوا التفويض عندي وليس له التفويض على مقتضى شرط الواقف إنما التفويض للأول فقط وهو أبو سعد بن أبي عصرون، ثم بعد وفاة المذكور فوض النظر قاضي القضاة لكاتب السر وحكم بصحته الحنبلي وأبطلوا تفويض ابن علاء الدين بن شمس الدين بحكم الموت بعدما كان الحنبلي حكم له بلزومه وإن ناب المفوض ظنًا منه أن التفويض شرط الواقف.

وفيه توفيت أسن (٤) بنت الشماع.

فصل الشتاء، وليلة الثلاثاء في الساعة التاسعة تاسع عشريه نقلت الشمس إلى برج الجدي رابع عشر كانون الأول، ووقع في هذه الأيام مطر بدمشق وظاهرها وجاءت زيادة في نهر بردى وتغيرت المياه وكانت رياح كثيرة في هذه الأيام وجرت الميازيب بدمشق ليلة الثلاثاء هذه.

وفي أواخره توفي وزير مصر الأمير ناصر (٥) الدين بن رجب وهو


(١) الزناجير -بمعنى السلاسل وهي كلمة فارسية- تركية.
(٢) الخوابي - جمع خابية وهي أنية لحفظ الخمر وغيره من السوائل.
(٣) * * * *
(٤) الدرر الكامنة ١/ ٣٨٨ (٩٨٩).
(٥) تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٦٠٠ إنباء الغمر ٣/ ٣٠٨، النجوم الزاهرة ١٢/ ١٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>