للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لي في الكشف، وشكى من ابن بولاد وأرسل من يكشف مرة ثانية واعتقل ابن البولاد بالقلعة وتوجه البريدي والحاجب قرابغا (*).

ويوم الأربعاء ثامن عشريه طلب قاضي القضاة المحتسب وهو بدر الدين حسن بن منصور وعرره بسبب أنه ضرب يهودياً ضرباً مبرحاً بالعصي والدرة حتى أدماه بغير سبب موجب لذلك شرعاً وكتب فيه محضر ثم شفع فيه واستتيب وأطلق.

ويوم الجمعة الثلاثين منه توفي الشيخ العدل كبير العدول بدمشق عز الدين محمد (١) بن محمد بن محمد بن عثمان بن رسول ابن الأماسي بمنزله بالطرخانية وصُلي عليه عقيب صلاة العصر بالجامع ودفن وله ثمانون سنة إلا ثلاثة أشهر إلا أياماً، كان مولده الثاني والعشرين من ذي الحجة سنة ثمان عشرة وسبعمائة نقلته من خطه وجلس للشهادة في سنة نيف وثلاثين وكان من أعيان العدول تحت الساعات يشهد على الحكام وولي بآخره نظر الأيتام فباشره بعفة ونزاهة ثم أُقعد في بيته أكثر من سنة وله مالية، وروى صحيح البخاري عن ابن الشحنة وسمع من غيره.

وليلتئذ نقلت الشمس إلى برج الحوت.

وفيه ظفر بالقاهرة بعد وفاة الأمير جركس الخاسكي بمال مدفون لأبيه بلغني أنه سبعمائة ألف درهم مكتوب عليه أنه صدقة وفيه لعن من يغير ذلك فاجتمع الفقراء للصدقة في الميدان فلم تتفق فمات في الزحمة بضع وثلاثون، ثم اجتمعوا يوماً آخر وهو ثالث عشريه وازدحموا أيضاً فمات منهم ثمانية وأربعون رجالاً ونساء، كتب إلي من عاين ذلك وأخبرني من كان هناك أنهم فرقوا عليهم شيئاً كثيراً.


(*) جاء في حاشية الورقة (٣٥ أ): في الرابع والعشرين في هذا الشهر دخل السيد حسين بن عجلان إلى مكة متولياً إمارتها عوضاً عن أخيه السيد علي المقتول في شوال من السنة الماضية وأظهر بها العدل والحرمة فأحبه الناس.
(١) تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٦٠٠ إنباء الغمر ٣/ ٣١٠ شذرات الذهب ٨/ ٦٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>