خلف الحنبلي فنسب إليه، انقطع تسعة أيام وصلي عليه بالجامع الأموي بعد العصر عقيب صلاة المالكي ودفن بمقبرة باب الفراديس وكان في عشر الستين، درس بالعذراوية في حياة والده، وكان إليه أيضاً نظرها وأعاد بالجوهرية ونزل له والده أيضاً عن تدريس الخاتونية الجوانية فباشرها مدة ثم أخذت منه وعوض بالركنية ثم نزل عنها، وكان يسكن تجاه درب اللبان وهو رجل فارغ لا شغل له يجلس على باب داره في غالب الأوقات، وخلف ولداً وهو ضعيف جداً وأخذ القاضي الحنفي تدريسه ونظره وإعادته بتوقيع النائب ودرس بعد العصر يومئذ، وحضر عنده قاضي القضاة.
ويوم الاثنين تاسع عشره وصل القاضي جمال الدين بن القاضي شهاب الدين الزهري من القاهرة بعدما قضى مآربه وغاب دون شهرين وأقام بها نحو عشرين يوماً وخرج في ثاني رمضان.
ووصل أيضاً إبراهيم النواوي وكان أرسله الباعوني ليسعى له فَرُد فأخذ لنفسه توقيعاً بالمسرورية، وكان له فيها شبهة ضعيفة عند موت القرشي تقوى بها في آخر أيام الباعوني حين غضب على الغزي حتى صالح الغزي وأعطاه فقاهة الشاميين الكبير باسم ابنه بمعنى أنه أخذها في مدة لأن الغزي اعترف بأنه ليس أهلاً للتدريس وأنه فاسق وأخذ ابن البريدي لأخيه توقيعاً بالخانقاه الطواويس فأتقن أمره فيها وعقد لهم مجلس يوم الجمعة بعد الصلاة عند النائب فرسم النائب بها لابن البريدي فباشر بعد العصر وحضر قاضي القضاة والقاضي الحنفي.
ويوم الأحد ثامن عشره توفي الشيخ جمال الدين (١) يوسف بن تقي الدين أحمد بن العز إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر المقدسي إمام مدرسة جده الشيخ أبي عمر وصلى عليه الغد ودفن بالصالحية، سمع من الحجار وغيره وحدث وكان رجلاً فاضلاً جيد الذهن صحيح الفهم معروفاً بذلك على قلة تحصيله وكان مولعاً بالفتوى بمسائل الطلاق المنسوبة إلى ابن تيمية
(١) تاريخ ابن قاضي شهبة ٣/ ٦٠١، إنباء الغمر ٣/ ٣١٢، الدرر الكامنة ٤/ ٤٤٥ (١٢٢٨) شذرات الذهب ٨/ ٦٠٦.