بمنزله إلى أن توفي، نزل عن وظائفه لسبطه البرهان إبراهيم ابن القاري وهو الذي كان يخطب مدة، وكان مغ ذلك يتسرى إلى آخر وقت وهو شيخ هيئة حسنة ولباس حسن، أدى عندي غير مرة.
وفيه ادّعي على علاء الدين علي الحموي الذي كان معيداً بالبادرائية ثم صار مدرسأ بها بعد وفاة ابن الشريشي، وكان اتفق معهم على ستة آلاف يعطيها للورثة نائب القاضي شرف الدين واستقر الأمير على ذلك، فلم يمض الباعوني النزول وقال: لا يصلح، ثم إنه قرره فيها وأخذ منه تصدير واتفق مع القاضي ولم يعط بنات الشيخ شيئاً بعد ما أمر لهم وقبضوا واستعاده منهم بإذن الباعوني، فماتت البنت الواحدة وورثتها أختها وبيت المال من مدة فسلطوا وكيل بيت المال في هذه الأيام فادعى بما يخص بيت المال من ذلك المال فأنكر وحلف، ثم أقيمت عليه البينة وثبت المال جميعه عليه ورسم عليه بالعادلية ثم أثبت أن بينه وبين الشهود عداوة، وصالح وكيل بيت المال على ألفٍ وشيء.
ويوم الأحد آخره آخر الأربعينيات وشدة البرد وهو العشرون من كانون الثاني، وقرأت كتابًا من طرف الغور مما يلي صفد أنه وقع مطر هناك من يوم السبت ثاني عشريه إلى ليلة الجمعة القابلة كثيرٌ جدًا قال فيه: ما رأينا الشمس سبتًا ووقع عقبه ثلج على صفد وأن السبل انقطعت، ثم قرئ عليّ كتاب من كائب السر من الغور يقول فيه أكثر من ذلك وأنه لم يجتمع بالنائب ثمانية أيام حال بينهما كثرة المطر، وأظن هذا المطر ...... بعد ذلك الذي في الكتاب الأول فإنه ورد في جمادى الأولى.