ثقيلًا، وكنت حينئذ بالمرج القبلي ..... وكانت ساعة عجيبة يظن الإنسان أنه رجم بالحجارة وفسد بعض المشمش، وأخذ هذا المطر والبرد من الجبال حجارة وحصى وتراب فرمى بها في الأنهار فانطمر بعضها وانكسر البعض فانقطعت بسبب ذلك المياه من خمسة أنهر، نهر يزيد والمزة ونهر داريا والقنوات وبانياس، وحمل بردى وفاض وغرق طواحين كثيرة، هذا وإنما وقع هذا المطر من حوالي دمر (١) إلى شرقي دمشق فصارت المدينة في ساعة واحدة لا ماء فيها وتعطلت الحمامات، ودام نهر بانياس أربعة أيام ثم جرى الماء فيه يوم السبت (١٨) وجرى في يزيد يوم الجمعة (٢٤) وفي القنوات يوم الاثنين (٢٧).
ويوم الخميس سادس عشره كان خميس النصارى فصادف ذلك رابع نيسان.
ويوم الأحد تاسع عشره وصل بعض دوادارية السلطان من حلب قافلًا فنزل القصر فأقام عشرة أيام ثم توجه يوم الخميس فلما اجتمع بملك الأمراء بالغور رده لأمر يتعلق بهم فوصل في أثناء شعبان.
ويوم الخميس ثالث عشريه طيف بالمحمل السلطاني حول البلد على العادة، وحصل في هذه الأيام برد شديد وهواء بارد ووقع ثلج على الجبال شمالي دمشق والبقاع وطريق طرابلس، وهذا شيء لم يعهد في مثل هذا الوقت.
ويوم الثلاثاء ثامن عشريه سقط بعض سطح الطهارة بباب البريد بمن فوقها من ناحية المدخل فقتلت إنساناً فلاحاً من البقاع فصلي عليه بعد العصر بالجامع.
وفي الساعة العاشرة من ليلة الجمعة رابع عشريه قريب الفجر نقلت الشمس إلى برج الثور وهو ثاني عشر نيسان.
(١) دمر - قال ياقوت - عقبة مشرفة على غوطة دمشق وهي من جهة الشمال في طريق بعلبك ٢/ ٥٢٧ (٤٨٦٤).