السعر من بعض الخبازين قهرًا فأوصل الأمر إلى المحتسب فلم يكن عنده من ذلك علم فبلغ الأمر للنائب فأحضر المنادي فإذا هو ينادي من تلقاء نفسه وهو رجل عنده خفة فقبض عليه وبطل ذلك واستمر الخبز كل ثمان أواق بدرهم ..... دون ذلك فاضطرب الناس وضرب المنادي ثم استقر من الغد بين ذلك.
ويوم الخميس سادسه وصل الأمير جركس مملوك النائب الذي ذهب بالمحاضر المتعلقة بالقاضي علاء الدين بعد ما غاب سبعة عشر يومًا، وأخبر أنه فارق القاضي علاء الدين في الطريق.
ويومئذ خلع على ابن العلاني بالوظائف التي كان يباشرها شهاب الدين الحاجب أو بعضها وعلى ابن سويدان بمباشرات أخر.
ويومئذ سعر الخبز المعروك كل سبع أواق بدرهم والخبز المعتاد كل تسمع أواق بدرهم فإن الشعير الجديد دخل كثيرًا وأبيع بما دون المائة.
ويوم الثلاثاء رابعه توفي القاضي زين الدين عبد الرحيم (١) بن عبد الكريم بن عبد الرحيم النواوي قاضي زرع وغيره من المعاملات بنوى، وكان حفظ المنهاج واشتغل بدمشق بالقيمرية وقرأ على الحسباني وغيره وذلك في حدود السبعين وقبلها وسمع معي في حدود سنة ثمان وتسع وستين على المجد الأربلي بالقيمرية وغيره وكتب اسمه في استدعاء إجازة جماعة من أصحاب ابن البخاري وابن القواس وابن عساكر ونحوهم، ثم تعلق على قضاء البر في أيام القاضي ولي الدين وبعده وأقام بزرع مدة إلى آخر وقت ثم انفصل عنها في العام الأول، ثم ولي قضاء إربد أُفرد له وأضيف له معامله بسبب أنها صارت ذا سوق في أيام ابن النشو فتوجه إلى بلده فمات قبل المباشرة، وكان لا بأس به وهو خير هؤلاء النواويين قرنًا، وبينه وبين الشيخ محيي الدين قرابة من جهة النسب أحسبه قارب الخمسين.