أمره إلى نائب الشام وقد أظهر أنه انكسر واختلف هو وشريكه وصار كل منهما يخيل على الآخر فسلم إلى الحاجب شهاب الدين أحمد ليضبط أمره وخرجه وماله وعليه ثم أسند أمره إلى الحاجب قرابغا ورسم عليه بالمدرسة السكرية التدمرية بالقصاعين بالقرب من بيت الحاجب المذكور، وتحرر أن موجوده لا يفي بأموال الناس على ما أظهر من مال وجرت أمور طويلة وضربه النائب ثم رفع أمره إلى قاضيْ القضاة فرسم عليه بالعادلية وضربه القاضي أيضاً ضرباً كثيراً وحوسب عنده، فقيل أن ما بيده يفي بربع أموال الناس فشرعوا في الشهر الآتي في قسمة ماله على ذلك ما بين نقد وعرض ودام أمره إلى جمادى الآخرة وتعجب الناس من أمره فإنه كان عين البلد في هذا الأمر والمشار إليه بالمال الكثير، ومن الناس من يقول أنه فعل ذلك حيلة لئلا يطرح عليه السكر وهو في الباطن قادر وقيل غير ذلك، وفي الجملة فذهب للناس أموال كثيرة.
وفي حدود هذا الشهر أو بعده أو قبله توفي (١) زين الدين عبد الرحيم بن بهاء الدين محمد بن قاضي الكرك زين الدين عمر بن عامر العامري الغزي الأصل، سقط من سلم أو نحوه فمات فيما بلغني، وكان في حياة أبيه قد شهد بالعادلية واستكتبه أبوه المكاتيب الطوال ومارس وباشر بعد أبيه وظائفه من ذلك بالمارستان النوري وكان عنده معرفة وورث أيضاً من أبيه مالاً فأفسد الجميع وبقي فقيراً حقيراً بالعُسْرِ والدخول فيما لا يليق إلى أن مات وقد جاوز الأربعين.