للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويومئذ قعد جمال الدين بن الشرائحي المحدث بالجامع ويقرأ عليه إبراهيم الملكاوي في كتاب الرد على الجهمية لعثمان بن سعيد الدارمي باستدعاء إبراهيم منه ذلك ويقرأه على وجه الرواية وصار يجمع الناس على سماعه فحضر عنده عمر الكفيري فأنكر عليهم ذلك وبالغ في التشنيع وأخذ الكتاب وذهب إلى المالكي فطلب إبراهيم وأغلظ له ثم أُعيد الطلب من الغد يوم الخميس فطلب ابن الشرائحي وبالغ في أذاه ثم أمر به إلى السجن وطلب إبراهيم فتغيب وأخذت نسخة ابن الشرائحي فقطعت ثم قبض على الملكاوي آخر نهار الجمعة وأُحضر عند المالكي فسأل عن عقيدته فقال: الإيمان بما جاء عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فانزعج لذلك وأمر بتعزيره وضربه أسواطًا والنداء عليه ثم أطلقه فلما كان يوم الجمعة سابع عشريه تطلبه مرة أخرى فظفر به وكأنه بلغه عنه كلام أغضبه فضربه ضربًا مبرحًا ونادى عليه وأراد أن يطوف به على حمار وبالغ في أذاه وحكم بسجنه شهرًا.

ويوم هذه الجمعة قبل الصلاة وقع مطر يسير جدًا وذلك سابع أيلول.

ووظفوا على أهل المحلات من الصالحية والقبيبات والمزة وغيرهما بإخراج المقاتلة من بينهم فعرض يوم الأحد تاسع عشريه أهل القبيبات ومن الغد أهل الصالحية والمزة.

ويوم الجمعة سابع عشريه توفي قاضي (١) الإسكندرية شرف الدين محمد بن المعين محمد بن شيخنا بهاء الدين عبد الله ابن الدماميني بها في سن الكهولة وكان قدم القاهرة في أيام الظاهر وولي نظر الأسواق بالقاهرة ثم الحسبة بها ثم نظر الجيش ثم ولي نظر الخاص والجيش معًا أيامًا قليلة، ثم ولي قضاء الإسكندرية إلى أن توفي وكان يوصف بذكاء وإحسان وكان ولي عنه قضاها نور الدين الربعي، ويقال أن ابن خلدون ولي عوضه الخطابة وقد أخذ ما كان بيده من التصادير وهو ألف درهم جاء الخبر بذلك بعد عزله.


(١) تاريخ ابن قاضي شهبة ٤/ ٢٤٢، إنباء الغمر ٤/ ٣٣١ النجوم الزاهرة ١٢/ ٢٧٦، ذيل تذكرة الحفاظ ٥/ ١٩٣، الضوء اللامع ٩/ ٦٣ (١٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>