وزوجته فاستمر إلى أن مرض ومات وله سبع وخمسون سنة وثلاثة أشهر إلا أياماً لأن مولده سنة ست وأربعين في آخر ربيع الأول أو أول الآخر، وقد حضره والده وأسمعه من جماعة فرأيت بخط والده أنه حضر صحيح مسلم على السلاوي في الثالثة وقد بقي له منها أيام قلائل من شهر ربيع الأول سنة (٤٩)، وحدث واشتغل في الفقه والعربية على أبي العباس العنابي وحضر عند شهاب الدين المصري الأصولي، وحصل في أيام والده ودرس وخطب بجامع يلبغا نيابة عن أبيه وأفتى ثم ولي قضاء العسكر مدة ثم ناب في الحكم للقاضي نجم الدين وغيره ثم استقل بالقضاء في سنة خمس وثمانين ولم يزل ينفصل عنه ويعود إلى أن توفي معزولاً، وكان يذاكر بأشياء وفوائد ويحفظ أيام الناس وأهل عصره وعنده سياسة دنيوية وعدم شر ويداري عن منصبه بكل طريق ولم يكن بالمحمود في سيرته فهو أول من تظاهر بأخذ الرشا على الأحكام سامحه الله، وكان مع ذلك خبيراً بالأحكام والأقضية وعنده أدب وحشمة فالله تعالى يسامحنا وإياه.
ويوم الجمعة ثالث عشريه طبق السماء غيم كثيف لم تبد الشمس منه إلا أحياناً.
ويومئذ وصل بريدي بتواقيع القضاة قاضي القضاة الشافعي ابن الأخنائي بعد ما كان جاء الخبر بولايته من ثالث ذي القعدة وبعد ما حكم خمسين يوماً وكذلك القاضي الحنبلي تقي الدين ابن المنجا مثله، ووصل توقيع بقضاء المالكية بعد ما كاتب في ذلك النائب للقاضي شرف الدين عيسى نائب التاذلي، وتاريخ توقيع الشافعي العشرون من شوال وتاريخ توقيع الحنبلي بعده بثلاثة أيام، والمالكي في ..... في ذي الحجة وباشر قبل لبس الخلعة كرفيقيه.
وجاءت الأخبار بأن ناظر الخاص ابن غراب هرب ولم يطلع له على خبر وأن السالمي أُعيدت مصادرته ثم أُطلق وهو ضعيف ثم جاءني كتاب أن ابن غراب يوم السابع من ذي الحجة توجه إلى ...... وكان قبل ذلك قد قام عليه المماليك وأهانوه وطلبوا منه مالاً فلما توجه يومئذ هرب فلم يعرف