وعن يمينه الأمير ايتمش حاملاً الجتر (١)، وبين يديه قدام المشاة قضاة الشام الأربعة وخلفهم الشيخ سراج الدين وابنه وقاضيا مصر الشافعي والحنفي، والشافعيان لابسا الطرحة، وتخلف القاضيان الآخران والخليفة فدخلوا بعد ذلك ودخل خلف القضاة نائب الشام وبعده صاحب العراق القان أحمد بن أويس ومعه الأمير الكبير كمشبغا وأمير يقال له شيخ الخاصكي، ولم يفرش للسلطان شقاق الحرير على العادة منعهم من ذلك عند دخوله فإنهم خرجوا بها فردهم، ولم يدخل أيضاً مطلباً كما دخل في سنة ثلاث وتسعين.
ويوم الأربعاء ثاني عشريه نزل السلطان إلى الإصطبل ويومئذ أو يوم الخميس نودي بأمر السلطان أن لا يؤذي أحد من المصريين ومن آذى يقبض عليه ويرفع إلى السلطان فانزجر الأتراك وغيرهم وكانوا في هذه النوبة قليلي الشر.
ويوم الجمعة رابع عشريه صلى السلطان الجمعة بالجامع واحتفل الناس للتفرج عليه وازدحموا فلم يمنعوا أحداً.
ويوم الأربعاء تاسع عشريه وصل الأمير محمود الاستاددار وبلغني أنه قدم معه بعظام محمد شاه بن بيدمر فدفعها إلى أهله، وبلغني ان السلطان رد على آله أملاكهم أو بعضها، ويومئذ أول نيسان وكان يومئذ أول الحر.
ويوم الخميس آخره خلع على القاضي الشافعي الباعوني خلعة بسبب استمراره وكان سعى عليه جماعة ورشوا مالاً كثيراً، وبلغني أن القاضي ..... ، وفيه أذن السلطان وهو بغزة لقضاة مصر في الحكم بالشام فما بلغني أن أحداً منهم تصدى لذلك غير الشافعي القاضي بدر الدين ونزل بالصمصامية ثم تحول إلى دار الحديث الظاهرية، وكذلك جرى في النوبة الأولى أذن للقضاة فحكموا إلى الحنبلي فما بلغني أنه حكم وابنه هو القاضي في هذه النوبة، ونزل هو والمالكي ابن التنسي في قضاعة عند عقبة الخان، والحنفي نزل ..... التي لناظر الجيش ابن مشكور.
(١) الجتر -كلمة فارسية- تركية هي الوقاء أو المظلة.