ويوم الخميس العشرين منه خلع على ابن شاكر بإعادته إلى الوزارة وعزل المصري ابن الحزين بعد قدومه بشهر واحد وكان له منذ أيام منقطع عن المباشرة، وخلع يومئذ على استادداره النائب ابن البانياسي بشد المهمات وما كان بيد شعبان بن شهاب الدين الحاجب من المباشرات السلطانية خلا ديوان المفرد وعلى ناظر الجيش خلعة أيضاً.
وسمعت أن ابن سنقر ولي شد الأوقاف، وفيه وصل القاضي محيي الدين محمود الحنفي إلى طرابلس بعد ما انفصل من تبريز وجاء إلى حلب.
ويوم الأحد رابع عشريه قبض على اثنين من المنسر الذين كانوا في الليل يفتحون الدور والحوانيت والطواحين ويأخذون ما وجدوا وربما قتلوا، فقتلا بعد ما أقرا على غيرهما وأرسل من كبس بقية رفاقهم وقبض على سبعة منهم فقتلوا من الغد قتلاً فظيعاً علقوا بكلاليب في أعناقهم بعد ما سمروا وذلك يوم الاثنين رابع عشريه.
ويوم الأربعاء بلغني أنه قبض على اثنين آخرين ففعل بهم كذلك وكانوا يعيثون الفساد في أطراف البلد ويهجمون على المواضع ويربطون من بها ويأخذون ما فيها مغابنة، ثم تدرجوا إلى نواحي السبعة ففتحوا هناك حانوتاً فيه طعم كثير وأخذوا ما فيه، فلما كُبسوا وجد ما عنت هم من الأخذات فحملت على أعناقهم ورؤوسهم ودخلوا بها البلد كذلك، وصار من عرف شيئاً أخذه، وهؤلاء مجتمعون من تلفيثا (١) والدُريج وغيرهما.
ويوم السبت ثاني عشريه أول برمهات ويوم الأربعاء سادس عشريه أول أذار وليلة الخميس سابع عشريه وثاني أذار وقع مطر كثير جداً ومن الغد أيضاً وليلة الجمعة كثير جداً ثم في ليلة السبت أكثر من الليلتين وقع متواتراً في الليل ومن الغد وكذلك آخر أيام العجوز.
ويوم الخميس هذا خلع على شمس الدين الحراني الحلبي بالحسبة
(١) تلفيثا أو تلفياثا - قال ياقوت -من قرى غوطة دمشق- معجم البلدان ٢/ ٥٠ (٢٥٩٨).