الجوربين مطلقاً وكان يفعله وله مؤلف لطيف جمع فيه أحاديثاً وأثاراً أحضره لي وكتبت له عليه، ومنها تزويج الصغيرة التي لا أب لها ولا جد وكان يستأذن الزوج.
وانخفض في هذه الأيام سعر القمح والشعير فصارت غرارة الشعير إلى مائة وثلاثين ونحوها والقمح إلى ثلاثمائة وثمانين ونحوها، ونودي على الخبز كل رطل بدرهمين وكثر التوت فأبيع كل رطلين بدرهم.
وجاء في كتاب الأخ أنه لما دخل حماة انخفضت الأسعار أيضاً وأن الخبز كان يباع كل رطل بخمسة فصار يباع بثلاثة وربع والشعير منه كان بثلاثة فصار بدرهمين وأن الشعير الجديد بيع كل سنبل وهي مدان بستة.
وذكر أيضاً أنه وصل كتاب نائب حلب يوم الاثنين خامسه يخبر أن ابن رمضان ودمرداش لما توجها بعد الهزيمة حضر عليهما بعض المخالفين من أمراء التركمان لابن رمضان ونال منهما.
ويوم الخميس نصفه اشتهر قتل الأمير شاهين تركاش الذي كان حاجباً يقال قتله أهل تلفيتا لكونه قبض منهم على جماعة ممن كان مفسداً فقتل كما تقدم.
وفي هذه الأيام قبض نائب صفد على متيريك أمير بني حارثة وكان قد تمرد وكثر فساده، وجاء إلى نائب الشام لما كان في الرحبة فلم يهجه.
ويوم الثلاثاء العشرين منه ضربت البشائر بدمشق عن كتاب جاءهم من نائب صفد يخبر فيه أن السلطان انتصر على أعدائه وأن السبب في ذلك أن الدوادار جكم اتفق مع الأمير نوروز الحافظي وغيره من الأمراء بالخروج على الأمير الكبير سودون طاز أمير آخور وجماعة السلطان وخرجوا إلى بركة الحبش فوقع بينهم هناك مقتلة انكسر فيها نوروز الدوادار وهربوا على حمية.
ويومئذ وصلت رسل ابن أويس صاحب بغداد فنزلوا بالميدان في خيمة ثم توجهوا بعد تسعة أيام.